الرباط-المغرب اليوم
بعيدا عن النمطية في التنقل والسفر، وعوض البحث عن أقرب محطة طرقية لركوب الحافلة، اختار عادل عزيز أن يحول دراجته النارية إلى وسيلة نقل استكشافية، يصول ويجول بها الطرقات، ويطوف بها المدن والقرى، مستغلا عطلته الصيفية لسبر أغوار الأماكن التي يمر منها في جولة سياحية وصفها متتبعوه بالفريدة من نوعها، قبل أن يبلغ وجهته المقصودة، مدينة العيون.
عادل عزيز، رجل أمن بالريش بإقليم ميدلت، قال إن مبادرته هاته كان يهيئ لها منذ عام تقريبا، وإنه رتب أمور "سفريته" هاته حتى تمر بسلام، بعدما قام بتجريب دراجته النارية في المسافات القصيرة للوقوف على مدى استطاعتها قطع تلك المسافة الرابطة بين الريش والعيون المقدرة بـ1800 كيلومتر.
وفي هذا السياق، أكد عادل، البالغ من العمر 38 سنة، وهو أب لثلاثة أطفال، أنه تجنبا لأي عراقيل أو صعوبات، ارتأى ألا يقود كلما حلّ الظلام، درءا لأي متاعب، وأنه يقضي ليلته في أي مدينة أو قرية حل بها، على أساس أن يستأنف المسير في الصباح الذي تتاح فيه الفرصة لاستكشاف الأمكنة والتقاط الصور وتوثيق اللقطات واللحظات التي كان يمر منها فقط لما يكون على متن الحافلة.
وأضاف المتحدث نفسه، في اتصال هاتفي بهسبريس، أن الغاية من هذه الرحلة هي "التحدي الذاتي"، وهي فكرة كانت تراوده منذ سنة. وتزامنا مع عطلته الصيفية، ونظرا إلى تواجد والديه في مدينة العيون، قرر خوض غمار هذه التجربة التي وصفها بالناجحة والمفعمة بالمفاجآت، مستعينا بدراجته النارية من طراز سوزوكي، التي زودها بالمعدات واللوازم الضرورية، تجنبا لأي عطب قد ينغص عليه رحلته.
وعن عدد الأيام التي قضاها في تجربته هاته، قال رجل الأمن إنهما يومان، وأوضح: "صليت صلاة الفجر في الريش وانطلقت منها. كنت أتوقف من حين إلى آخر لأستريح، لم أكن أتأخر كثيرا في الوقوف، ثم أستأنف المسير، وقبل صلاة العشاء، وجدت نفسي قد بلغت مدينة كلميم، نمت بأحد فنادقها لآخذ قسطا من الراحة على أساس أن أتم رحلتي في الغد".
وزاد عادل قائلا: "في السابعة صباحا، انطلقت من كلميم لأصل العيون مع الرابعة مساءً وخمسة وأربعين دقيقة، لكن هذه الرحلة كانت تتخللها وقفات للاستكشاف والتمتع بمناظر تستحق الوقوف لأجلها".
أما بخصوص إدارة الأمن التي يشتغل بها، فأورد أنه لا إشكال في الأمر، لأنه عوض أن يسافر بسيارة أو حافلة كما كان يفعل في السنوات المنصرمة، قرر أن يطوف بدراجته النارية الأماكن التي في طريقه، "لما أكون مسافرا في حافلة أو سيارة، أرمق مشاهد لا حول لي ولا قوة للتوقف لتصويرها، ولكن مع الدراجة النارية، من السهولة بمكان ولوج أماكن وعرة وطرقات غير معبدة للتأمل في الفضاءات الطبيعية والترويح عن النفس".
وعن المحطات التي مر منها في رحلته، أورد أنها كالتالي: الرشيدية، ݣلميمة، تنجداد، تنغير، بومال دادس، قلعة مݣونة، وارزازات، تازناخت، تالوين، تارودانت، أيت ملول، تيزنيت، ݣلميم، طانطان، أخفنير، طرفاية، واد الساقية الحمراء، ثم أخيرا مدينة العيون، ليجد نفسه وسط أهله وأسرته التي سبقته إلى هناك منذ أيام لقضاء عطلة الصيف وعيد الأضحى بين أحضان العائلة.
قد يهمك ايضا: