فاس - المغرب اليوم
عادتْ الانهيارات لتهز فاس العتيقة، لكن تلك المرة لم تتسبب عوامل التعرية الطبيعية وتقادم البنايات في انهيار منزل كبير، يُصنَّف ضمن أهم "رياضات" المدينة القديمة للعاصمة العلمية، مساء أول أمس الإثنين، حيث أدى سوء تدبير أعمال تهيئة شوارع وأزقة في ساحة الرصيف، من قِبل مقاول وعُمَّاله، وغياب المراقبة من قِبل الجهات الوصية، على مثل تلك الأعمال في فاس العتيقة، إلى انهيار جزئي في المنزل كاد يتسبب في خسائر بشرية كبيرة، لولا يقظة السكان والمارة على حد سواء. وأكَّدت المصادر، أن "المقاولة التي تشرف على أعمال عمومية عمدت إلى نبش قنوات مياه صالحة للشرب، مما أدى إلى إحداث ثقب كبير في إحدى تلك القنوات، وتسرب المياه منه بقوة مثيرة، حيث تحولت تلك المياه إلى تساقطات، أغرقت سطح البناية الواقعة، في منطقة بوعجارة، في رصيف، فاس العتيقة". وتابع، "وأمام غزارة وقوة المياه التي كانت تسقط على سطح البناية، وفي ظل إهمال وغياب المراقبة لتوقيف تلك التسربات، أنهار سطح البناية التي تقطنها عائلات معوزة مُهدَّدة بالتشرد بسبب سوء تدبير أعمال عمومية للجماعة الحضرية". وأشارت المصادر، إلى أن "السلطات المحلية، وأمام ذلك الوضع الكارثي، أشعرت سكان البناية بضرورة إفراغ السكن، دون أية إضافات تذكر". وأبدت المصادر، "استغرابها مثل تلك الإجراءات"، متسائلة عن "مصير الأسر الفقيرة بعد قرار الإفراغ، ولم تتدخل مصالح الجماعة الحضرية، ووكالة الماء والكهرباء والتطهير، ووكالة إنقاذ فاس، ومعها السلطات المحلية، إلا بعد حادث الانهيار، الذي تسبب في أزمة كبيرة في حركة المرور من وإلى فاس القديمة، حيث يعتبر مدخل الرصيف من أبرز مداخلها، للوصول إلى مآثر تاريخية، منها جامع القرويين، وضريح المولى إدريس، ومقر الزاوية التيجانية". وسَخَر المواطنون "من لافتة علقتها مصالح الجماعة الحضرية بالقرب من البناية المنهارة "تشهر" فيها مشاريع تهيئة فاس وأزقتها"، مستغربين "تقاعس مصالح تلك الجماعة في التدخل لمراقبة أعمال تجريها في فاس العتيقة، ومحاصرة مياه عادمة متدفقة من ثقب كبير بقوة جارفة، أدت إلى انهيار تلك البناية المُكوَّنة من 3 طوابق". وسبق لفاس العتيقة أن عاشت على وقع انهيارات موجعة، وتبين من خلال التحريات أن المقاولات المُكلَّفة بمباشرة الإصلاح والترميم، أهملت إجراءات الوقاية والسلامة، وكانت تباشر الأعمال بطريقة عشوائية، ما تسبب في خسائر مادية وبشرية فادحة.