الرئيسية » مقابلات
مستشار الطب النفسي الدكتور وليد سرحان

عمان ـ إيمان يوسف

اعتبر مستشار الطب النفسي الدكتور وليد سرحان ان اضطراب نوبات الهلع هو أحد اشكال القلق النفسي لافتا ان هذه النوبات تتميز بأنها هجمات من القلق الشديد المتكرر، المصحوبة بالشعور بحتمية الموت أو المرض الخطير، كالغيبوبة أو النوبة القلبية أو الجلطة الدماغية، ويترافق هذا الخوف مع مجموعة من الأعراض الجسدية، مثل خفقان القلب والضغط على الصدر وسرعة التنفس، والشعور بالدوخة وتوقع الإغماء والإرتجاف وضيق النفس، وقد يترافق ذلك أيضا مع الغثيان والغباش في الأعين، والشعور بالخروج عن السيطرة على الجسم والعقل.

وقال سرحان يبدأ إضطراب الهلع في مرحلة الشباب بين العشرين والثلاثين من العمر، ونادراً ما يبدأ فوق سن الأربعين، ويصف المرضى الحالة بأنها بدأت دون سابق أحداث أو إنذار، وغالبا ما تبقى محفورة في ذاكرتهم يصعب نسيانها. وفي بعض الحالات قد يكون ظهور نوبات الهلع مرتبط باستعمال بعض المؤثرات العقلية كالحشيش الكوكائين والأمفيتامين. وكما أثبتت الدراسات أن مرضى الهلع يكونوا قد تعرضوا لأحداث وضغوط مختلفة خلال الستة شهور السابقة لبداية الحالة

وبين سرحان ان اضطراب الهلع بنوبة تلقائية ، تقود صاحبها للبحث عن الرأي الطبي فقد يصل للطوارئ في أحد المستشفيات، معتقداً أنه أصيب بنوبة قلبية أو جلطة دماغية، أو أنه سيفقد صوابه أو أن هناك مرضاً خطيراً آخر ألمَّ به يريد معرفته ، وبعد إجراء الفحوصات الطبية المختلفة و تطمين المريض تكون النوبة قد انتهت ، ويذهب على أمل أن هذا عارض لن بتكرر ، مما يجعل المريض يتردد على الأطباء و الطوارئ فمن طبيب أمراض القلب للتأكد من عدم وجود مشكلة في القلب، إلى تخطيط الدماغ والتصوير الطبقي ، وتنظير المعدة وزيارة الاختصاصين بشكل مرهق ومكثف ، قد يكلف المريض أو التأمين الصحي آلاف الدنانير.

وعلى الأغلب فإن المريض يقدم الطبيب فقط أحد الأعراض مثل ألم الصدر أو ضربات القلب أو إحساس بالدوخة، ومع ظهور النتائج الطبيعية للفحوصات يزداد المريض خوفاً وإضطراباً ويصبح هاجسه الدائم، النوبة القادمة ومتى ستأتي؟ وكيف ستأتي؟ وأين ستأتي ؟ ، و ماذا يمكن أن يحل به لو لم يستطع الوصول للطبيب بالوقت المناسب؟ ، وقد تحدث النوبات خلال النهار أو توقظ المريض من نومه، وقد يتطور لدى المريض خوف من الأماكن أو المواقف التي حدثت فيها النوبات ، مثل أن تحدث النوبة أثناء قيادته السيارة ، فيتردد بعد ذلك في أن يقود سيارته ، أو

الدخول إلى سوبر ماركت أو دار للسينما أو مسرح ، ويصبح شغله الشاغل في أي مكان يتواجد به المخرج وكيف السبيل للهروب فيما لو ألمت به نوبة هلع؟؟، فتجده في المسجد يصر على أن يكون في الصف الأخير وفي مسرح أو سينما قرب المخرج ، وهذا قد يعيق حياته اليومية ويتطور لديه "رهاب الساح"، وهو الخوف من الأماكن المفتوحة والمزدحمة مما يعيق عمله أو دراسته وحياته اليومية ، وقد يتردد هؤلاء المرضى كثيراً في إستشارة طبيب نفسي، رغم النصائح المتكررة بذلك من قبل الأطباء على إعتبار أن ما يشعر به شيئاً عضوياً وليس وهماً، وهم بالحقيقة يشعرون بهذه الآلام والإضطرابات إلا أن سببها نفسي وليس عضوي.

وشرح سرحان انه يمكن تلخيص أعراض نوبة الهلع، وهي فترة محددة من الخوف الشديد والإنزعاج فيها أربعة على الأقل من الأعراض التالية، تحدث بشكل مفاجئ وتصل ذروتها خلال عشر دقائق مثل الخفقان والشعور بزيادة ضربات القلب، أو قد يصفها المريض بأن قلبه يهوي والتعرق والارتجاف والشعور بالإختناق وصعوبة التنفس. و شعور بالضغط على الرقبة والقصبة الهوائية. والالام في الصدر أو إنزعاج في الصدروالغثيان وآلام البطن والإنتفاخ اضافة الى الشعور بعدم التوازن أو خفة الرأس، الدوخان، وغالباً يصفها المريض بأنه يشعر بأنه سيدوخ . الخوف من فقدان السيطرة أو الجنون والخوف من الموت والخدران وتنميل الأطراف والإرتجاف برداً أو الشعور بهبات ساخنة.

ويتحدث سرحان عن أسباب الهلع التي قد تكون وراثية ومنها ما هو مرتبط بأحداث الحياة المختلفة، وكل هذا يصب في حدوث تغيرات كيماوية في الجهاز العصبي، تجعل هناك آلية لحدوث النوبة. ، وتلعب التفسيرات السلوكية دوراً في توضيح حدوث حالات الرهاب المصاحبة، في حين أن النظريات التحليلية القديمة كانت تعتبر أن الهلع ناتج عن عدم القدرة على كبت بعض المشاعر غير المستحبة.

ويؤكد سرحان ان معظم مرضى الهلع لا يصلوا للطبيب النفسي إلا بعد فترة طويلة وبعد أن تكون الحالة تشعبت وتعقدت، وقد دلت إحدى الدراسات الأمريكية أن معدل مرضى الهلع في الولايات المتحدة الأمريكية يدفع 20 ألف دولاراً قبل وصوله للطبيب النفسي ، و بإعتقادي أن بعض مرضانا قد دفعوا مثل هذا المبلغ وأضعافه ، وهم يرفضون فكرة الذهاب للطبيب النفسي ويرفضون أي تفسير لحالتهم بأنها نفسية، وأن شعورهم بضربات القلب أو ألم الصدر أو المعدة هو ألم حقيقي، ولا بد من التنبيه هنا على أن أسلوب تحويل هؤلاء المرضى للطبيب المختص لا بد أن يكون مبنياً على توضيح علمي منطقي يقبله المريض وهذا التوضيح بأن هذه الآلام والمشاعر هي موجودة فعلاً ولكنها ليست ناتجة عن أمراض عضوية بل عن إضطراب الهلع، وعند البدء بمعالجة مريض الهلع، لا بد من الإتفاق معه على بعض الشروط العملية

1. قناعته بالتشخيص، وعدم سعيه لمزيد من الفحوصات والإستشارات. 2. التوقف عن زيارة الأطباء والطوارئ والمختبرات والمشعوذين على أن ظهور أي أعراض جديدة سيتم فرزها من قبل الطبيب النفسي وإذا لم تكن تابعة للحالة، يقوم الطبيب النفسي بتحويله للطبيب المعني. 3. يجب أن يتعلم المريض أسلوب الإسترخاء، وهو الأسلوب الأصح لمقاومة نوبة الهلع عند حدوثها بتقصيرها والسيطرة عليها. 4. عدم إتخاذ أي إحتياطات للنوبة مثل حمل بعض الأدوية، وعدم الإبتعاد عن المستشفيات والعيادات، والرغبة في وجود شخص يرافق المريض طول الوقت. كل هذه الإحتياطات يجب إلغاءها، لأنها بشكل أو آخر تعزز الوهم بأن النوبة ستقضي عليه، ما لم تكن هذه الإحتياطات قائمة. 5. على مريض الهلع أن يمارس حياته الطبيعية ويتحدى كل المواقف والأماكن والأشياء التي قد تؤدي للنوبة، بما في ذلك التفكير فيها، فكثيراً ما تجد المريض يفتقد النوبة أنها لم تحدث منذ أيام، "لعلها ستحدث الآن …نعم إني أشعر الآن ببعض الإختناق … إنه يزداد. ها هي قد جاءت وتحدث"، وطالما أن المريض يعلم أن بإمكانه إحداث الحالة، يجب أن يطمئنه هذا أن بإمكانه أيضاً (إلغاءها بالتحدي، وأنني لا أكترث وأني أعلم بأن هذه نوبة هلع وقد حدثت سابقاً، ولم تؤدي لأي نتائج خطيرة وأستطيع أن أتحملها وأتجاوزها وسِأمضي في عملي دون توقف).

أما الخطة العلاجية التي يضعها الطبيب المختص بعد إجراء الفحوصات الكاملة وأخذ السيرة المرضية والفحص السريري وإستبعاد أية أمراض أخرى فتشمل

أولاً: العلاج بالعقاقير والأدوية المضادة للقلق والمضادة للهلع، وهي كثيرة ومتوفرة وقد تطورت في العشر سنوات الأخيرة بشكل هائل.

ثانياً: العلاج السلوكي والمعرفي وفي النوعين من العلاج النفسي، معالج لأفكار المريض وتحليلاته عن الأعراض المختلفة، كما أن فيها تعليمات سلوكية مهمة حسب الحالة وشدتها، ولا يمكن الإنتهاء من نوبات الفزع دون تعاون المريض في هذين النوعين من العلاج النفسي.

View on yeslibya.net

أخبار ذات صلة

أيمن سالم يُوجِّه رسائل مهمة لمرضى الصدر بشأن الرياح…
المدير الإقليمي في "الصحة العالمية" يؤكد أن المنظمة لم…
محمد حمدي يكشف عن خطأ شائع ترتكبه الأمهات يضر…
مبتكر عملية التكميم في مصر ينصح باتباع عدَّة عوامل…
جمال شعبان يؤكد أن السكر يسبب السرطان ويُحذّر من…

اخر الاخبار

"النواب الليبي" يُرحب بدعوة مجلس الأمن لوقف إطلاق النار
عقيلة يكشف آلية تشكيل المجلس الرئاسي الجديد
الخارجية الأميركية تدعو إلى وقف التصعيد وإطلاق النار في…
وقف عملية إجلاء الليبيين العالقين فى تركيا لحين عودة…

فن وموسيقى

هند صبري تُعلق على قضية الشاب المصري الذي تحرش…
نيللي كريم ترد على اتهامات تشبيه "بـ100 وش" بفيلم…
هاني شاكر يتمنَّى أن يكون المصريين "أكثر رقة" ويؤكّد…
أمينة خليل تُؤكّد أنّها لم تخَف مِن طرح القضايا…

أخبار النجوم

التونسية درة تؤكد أن طموحاتها الفنية أكبر مما حققته…
لوسي تكشف سبب غيابها عن موسم الدراما الرمضانية هذا…
فرح المهدي تؤكد أن دورها في "ورود ملونة" حقق…
ليندا بيطار تقدم مجموعة من الأغنيات السورية وتكشف عن…

رياضة

كورونا تؤخر التحاق أكرم الزوي بالفيصلي الأردني
إغلاق الحدود يحرم المحترفين الليبيين الالتحاق بأنديتهم
الهريش يشيد بمعاملة الجزائريين ويأمل استئناف الدوري قريبًا
الاتحاد الليبي لكرة القدم يدرس إقامة دوري جديد

صحة وتغذية

أطعمة تُخلصك من اضطراب المعدة والإسهال تعرف عليها
أسباب تجعلك تُدخل "شاي شاغا" في نظامك الغذائي
طبيب يعلن عن أكثر الخرافات المتعلقة الشاي
حالات الإصابة بـ"كورونا" في أفريقيا تُسجل مستوى جديد

الأخبار الأكثر قراءة