الرباط - رضوان مبشور
التقى كريستوف روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، المكلف بحل نزاع الصحراء، خلال اليومين الماضيين، بمدينة العيون، كبرى محافظات الصحراء، بعدة مسؤولين مغاربة وناشطين صحراويين من الداعين للانفصال عن المغرب. وتأتي هذه الزيارة في ظل تجدد الاحتجاجات بمدينة العيون ، والتي نظمها ناشطون صحراويين بالموازاة مع زيارة المبعوث الأممي للمنطقة.وعقد كريستوف روس، السبت، اجتماعا بوالي مدينة العيون خليل الدخيل، الذي شرح له الموقف المغربي من القضية، كما تطرقا إلى المبادرة التي تقدم بها المغرب كحل نهائي للصراع، والتي تروم إلى تقديم حكم ذاتي لمحافظات الصحراء تحت السيادة المغربية، وهي المبادرة التي طرحتها سلطات الرباط في العام 2007، و وصفت بالواقعية من طرف المجتمع الدولي، غير أنها لم تلقَ ترحيبا من "البوليساريو" والجزائر.وأفادت مصادر ل "المغرب اليوم" أن كريستوف روس عقد أيضا لقاءات بمدينة العيون، مع ناشطين صحراويين من المدافعين عن أطروحة جبهة "البوليساريو"، الراغبة في الانفصال عن المغرب، حيث التقى بناشطين من "تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان"، الذي تتزعمه الانفصالية أمينتو حيدر، والتي حاولت الضغط على المبعوث الأممي من أجل التدخل "لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالمنطقة"، على حد تعبيرها، كما طالبت بتوسيع مهام بعثة "المينورسو" بمحافظات الصحراء لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، وهو ما ترفضه سلطات الرباط، وتعتبره مسا بسيادتها على محافظاتها في الصحراء.وطالب أعضاء "تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان"، من كريستوف روس، الضغط على سلطات الرباط، من أجل إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين لجبهة "البوليساريو" ممن يقبعون في السجون المغربية، وعلى رأسهم المسجونين بعد أحداث "اكديم إزيك" في تشرين الثاني / نونبر 2010.وكان كريستوف روس قد عقد بداية الأسبوع الماضي، اجتماعات مع مسؤولين مغاربة بالعاصمة الرباط، على رأسهم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ورئيسا غرفتي البرلمان، كريم غلاب ومحمد الشيخ بيد الله، ووزير الداخلية محمد حصاد، ووزير الخارجية سعد الدين العثماني، كما عقد لقاءات مع مسؤولين من جبهة "البوليساريو" بتندوف على الأراضي الجزائرية.ومن المرتقب أن يعقد المبعوث الأممي بداية الأسبوع الجاري، لقاءات مع مسؤولين جزائريين وموريتانيين، في محاولة منه لتقريب وجهات نظر الأطراف المتداخلة في هذا النزاع الذي استمر لأكثر من 38 سنة.