القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
كشف تقرير صادر عن "المكتب المركزي للإحصاءات السكانية" في إسرائيل، عن تجاوز عدد اليهود في إسرائيل 6 ملايين شخص، وهو رقم يحمل دلالة رمزية مهمة في تاريخ اليهود، حيث أنها المرة الأولى التي يعادل فيها عددهم الحالي عدد اليهود الذي قُتلوا في ما يُسمى بـ"المحرقة اليهودية". وأظهرتقرير المكتب المركزي الإسرائيلي، هذا الأسبوع، وصول عدد السكان الإجمالي في إسرائيل إلى 7.98 مليون نسمة وتبلغ نسبة اليهود فيهم 75.4 في المائة أما نسبة العرب الإسرائيليين فهي تزيد عن عشرين في المائة، بالإضافة إلى نسبة 4 في المائة من جنسيات أخرى. وقد أعربت دينا بورات أستاذ التاريخ الإسرائيلية، ورئيس متحف ياد فاشيم الذي يؤرخ لـ"الهولوكست" في إسرائيل، ورئيس مركز كانتور للدراسات الأوروبية اليهودية المعاصرة، عن ابتهاجها بهذا الرقم، وقالت إنه "من دواعي السرور أن يتجاوز عدد اليهود في إسرائيل رقم الـ 6 ملايين شخص"، مضيفة أن "هذا الرقم لا يمثل الأهمية نفسها بالنسبة لأعداد اليهود في العالم ككل، حيث كان عدد اليهود في العالم قبل (الهولوكوست) 18 مليونًا، أما اليوم فهو يزيد قليلاً عن 13 مليونًا، ومع ذلك فإن عدد اليهود في إسرائيل يقترب من نصف عدد اليهود في العالم أجمع، الأمر الذي يعني أن إسرائيل باتت تقريبًا المجتمع اليهودي الوحيد في العالم الذي يشهد نموًا سكانيًا". في السياق، قالت أستاذ التاريخ اليهودي في جامعة تل أبيب، أنيتا شابيرا، إن "رقم الـ 6 ملايين يهودي يحمل دلالة مهمة، ولكن اليهود الأحياء لا يعوضون اليهود الذي ماتوا، فهذا الرقم لا يرمز إلى استرجاع ما راح، وإنما يرمز إلى كارثة فنحن لانزال ندفع ثمن المحرقة"، فيما رأى المتحدث السابق باسم الكنيست الإسرائيلي ومؤلف كتاب (المحرقة انتهت..علينا أن ننفض عن أنفسنا غبارها) أفراهام بورغ، أن "هذا الرقم وإن كان يحمل دلالات رمزية إلا أنه رقم عشوائي عابر"، متسائلاً "هل يختلف حال إسرائيل إذا بلغ عدد اليهود فيها 5.9 مليون نسمة أو 6.1؟"، ويجيب على ذلك بالقول إنه "لا فرق بين الحالين، وإنه لا يرى في الرقم أي تعويض أو انتقام لضحايا (الهولوكست)، لأن إسرائيل كيان مستقل، وأنه على الرغم من ظلال التاريخ التي تخيم على يهود إسرائيل وتحتم عليهم التذكر الدائم لضحايا المحرقة، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يحدد لهم سياساتهم، وأن إسرائيل ليست دولة ستة ملايين يهودي، وإنما هي دولة الثمانية ملايين مواطن، التي ينبغي أن يحظى كل فرد فيها بحقوق متساوية بصرف النظر عن عقيدته أو عرقه". في المقابل، كشفت الأرقام الصادرة عن مكتب "الإحصاءات السكانية" الفلسطيني، عن توقعات بأن يتساوى عدد العرب في كل من إسرائيل وفلسطين بعدد اليهود بحلول العام 2016، ثم يتجاوزه بحلول العام 2020، وأن عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية وإسرائيل قد وصل 5.8 مليون نسمة، وأن هناك 11.6 مليون فلسطيني في أنحاء العالم كافة، وفي العام 2009 بلغت معدلات المواليد الفلسطينية 4.4 مولودًا بعد أن كانت 6 مواليد في العام 1997، وهو معدل يفوق معدل المواليد اليهودي الذي يبلغ 3 مواليد. ويعتمد المفاوض الإسرائيلي على هذه المؤشرات الديموغرافية، في رفض فكرة الدولة الواحدة وتفضيل حل الدولتين لحسم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يرى أن الغالبية العربية تعني نهاية إسرائيل كدولة يهودية. جدير بالذكر أن عدد السكان اليهود في إسرائيل قد تضاعف عشر مرات تقريبًا منذ إعلان دولة إسرائيل عام 1948، عندما كان عدد اليهود لا يزيد عن 660 ألف نسمة، وفي ذلك التاريخ اضطر ما لا يقل عن 700 ألف فلسطيني الذين كانوا يشكلون الغالبية العربية في فلسطين، إلى الفرار من منازلهم وأراضيهم خلال حرب عام 1948