رام الله ـ وفا
دعا مركز التعليم البيئي التابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، إلى مقاضاة الاحتلال في المحافل الدولية على جرائمه المتواصلة ضد بيئتنا، ونهبه المستمر لمياهنا ومصادرنا الطبيعية.
وشدد المركز في ورقة حقائق لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الذي يصادف في السابع عشر من حزيران، على ضرورة تذكير العالم بأن الفلسطينيين يحصلون على 15% فقط من مياه الأحواض الجوفية، فيما ينهب الإسرائيليون 85% منها.
وأوضحت ورقة الحقائق أن الاحتلال يحرم الفلسطينيين من الوصول إلى مياههم في نهر الأردن منذ عام 1967، فيما يسيطر على البحر الميت، ويفرض إجراءات صارمة ضد الوصول لمصادر المياه، أو حفر الآبار.
ولفتت إلى أن حصة المواطن الفلسطيني من المياه المستهلكة لأغراض منزلية تصل إلى 76,4 لتر للفرد في اليوم عام 2012 في الضفة الغربية، بينما كانت 90 لترا للفرد في اليوم في قطاع غزة، فيما ينعم المستوطنون في استخدام المياه لدرجة تزيد عن 7 أضعاف حصة المواطن الفلسطيني. كما تقدر الإحصاءات أن نصيب المواطن الفلسطيني من المياه 30 مترا مكعبا في السنة مقابل 101 متر مكعب ينهبها الإسرائيلي!
وأضافت الورقة: أن سياسات الاحتلال تجاه ثروتنا المائية، والمتمثلة في المصادرة والاستيلاء، تزداد استفحالا، وتؤدي ليس إلى تعطيش الفلسطينيين فحسب، بل إلى تدمير التنوع الحيوي كله، وزيادة رقعة الأراضي الجافة، وتهديدها بالتصحر، خاصة في ضوء تراجع الهطولات المطرية في السنوات الأخيرة.
ودعت إلى ممارسات فردية ومجتمعية أكثر حساسية للبيئة؛ وتأخذ بالاعتبار القلق المتنامي من التصحر والجفاف، وتطبيق القوانين والتشريعات البيئة في فلسطين؛ للحفاظ على الأرض الزراعية، ومنع تخريبها، والتخطيط الجيد للمزروعات التي تناسب فلسطين، وفرض إجراءات على المستوى المحلي تمنع هدر المياه، وتساهم في الإدارة المثلى لاستخدامها.
وطالبت الورقة جهات الاختصاص بإقرار وتنفيذ خطط لمواجهة التصحر والجفاف، وتشجيع الزراعة العضوية، وتنظيم قطاع الزراعة لصالح زراعات لا تحتاج لكميات كبيرة من الماء، والاستخدام الأمثل للمياه في الاستعمالات المنزلية والصناعية والسياحية، ومعالجة المياه العادمة والرمادية، وحماية الأراضي الزراعية من الزحف الإسمنتي، وزراعة الأشجار في المنحدرات، وعدم هجرة الأرض، وترميم الجدران الحجرية، والكف عن الرعي الجائر، وترميم الأحراج، وتبني ممارسات صديقة للبيئة، واتخاذ تدابير خاصة فيما يتصل بالتغيّرات المناخية والتعامل معها والتخفيف من تداعياتها.
وأوردت الورقة معطيات تؤكد وجود تباين في كميات الهطول المطري زمانيا ومكانيا، إذ يعتبر الهطول المطري المصدر الرئيسي للمياه الجوفية والسطحية في فلسطين. ويبلغ معدل الهطول المطري السنوي في الضفة الغربية حوالي 450 ملم سنويا، وفي قطاع غزة حوالي 327 ملم سنويا.