واشنطن ـ أ.ش.أ
أعلنت السلطات الأميركية عن تلوث نهر "اليك"، وهو أحد روافد نهر "كانو" بوسط ولاية ويست فرجينيا الأمريكية بمادة "رابع الميثيل سيكلو هيكسان ميثانول" وهى مادة كيماوية تستخدم فى غسل الفحم وتنظيفه وإزالة الشوائب، التى تساهم فى التلوث أثناء احتراق الفحم لتوليد الكهرباء، ورغم حدوث هذا التسرب منذ الخميس الماضى، إلا أن السلطات الأمريكية تقف عاجزة عن احتواء الآثار السلبية لهذا التسرب. من تلك المادة زيتية القوام عديمة اللون ذات رائحة تشبه العرقسوس، وتسبب تلوثًا شديدًا للبيئة يستحيل التخلص منه، مما ترتب على تسربه انعدام مصادر مياه الشرب فى تلك الولاية. ومخاطر التلوث بهذه المادة غير محددة بدقة حتى الآن، إذ لم تحدث حوادث مماثلة من قبل ولا توجد معلومات متوفرة عن تأثيرها على الحمل والإصابة بالأورام، ولكن الأعراض المحتملة هى أعراض تنشأ نتيجة الشم أو البلع أو اللمس للجلد والعين، مما يؤدى إلى تهيج الأغشية المخاطية مسببة الغثيان والقئ والدوخة والإسهال وحساسية الجلد وضيق التنفس وطفح جلدى وغيرها من الأمراض، التى قد تؤدى إلى الوفاة عند تسرب جرعات قاتلة كبيرة نسبيًا. وأكد الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، اليوم، فى معرض تعليقه على تلك الكارثة البيئية لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أنها كارثة عجزت السلطات الأمريكية على احتوائها على الرغم من تقدمها العلمى والبيئى، فمن الطبيعى أن يحدث مثل هذا التسرب فى أى دولة من دول العالم الثالث، مما يؤكد ضرورة الحفاظ على البيئة وأن تكون هذه المهمة الأولى الجديرة باهتمام سكان كوكب الأرض، نظرًا لأن الجميع أصبح عالمًا واحدًا لا تعرف ملوثاته البيئية حدودًا جغرافية بالإضافة إلى الحاجة لنشر الثقافة البيئية. وقال إن "أقل ضرر ممكن أن تسببه تلك المادة المعروفة علميًا بمادة (أم سى إتش إم) هو إصابة الإنسان بالحساسية، حيث تقلل من مناعته فيصبح فريسة للأمراض المختلفة"، مشيرًا إلى أنه من الغريب أن يحدث هذا الإهمال فى الدولة الأولى على مستوى العالم وتقف عاجزة 4 أيام على احتواء الأزمة، ولا تملك سوى التحذير من شرب مياه الصنابير وحتى إشعار آخر، ولا يملك رئيسها إلا إعلان تلك المناطق بأنها مناطق طوارئ أو مناطق منكوبة". وأضاف أن "تسرب المواد الكيميائية يؤدى إلى تدمير البيئة ويتفاقم خطرها عندما يحدث التسرب لمياه الشرب"، مشيرًا إلى أن تسرب هذه المادة إلى مستودع نهر "اليك" المصدر الرئيسى لمياه الشرب بولاية ويست فيرجينيا، تسبب فى قطع المياه عن 300 ألف أمريكى، نظرًا لوقوع التسرب بالقرب من منبع أنابيب السحب لشركة المياه الإقليمية. وأوضح أن القصة بدأت بشكوى من المواطنين منذ صباح يوم الخميس الماضى بوجود رائحة تشبه رائحة العرقسوس فى مياه الصنابير، وذلك قبل أن تنتبه الشركة لحدوث التسرب ولم يتم حل المشكلة حتى الآن، مشيرًا إلى أن سعة المستودع من تلك المادة الكيميائية يصل إلى 40 ألف جالون والمتبقى فى المستودع بعد اكتشاف، الأمر هو 30 ألف جالون فقط حيث يعتقد تسرب الكمية الناقصة فى المياه، بالإضافة إلى وجود كمية من تلك المياه على الأرض بجوار النهر. وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت الطوارئ فى 9 مقاطعات وتم إغلاق المطاعم والمقاهى والمدارس فى ولاية ويست فيرجينا، منذ يوم الخميس الماضى، مما أدى إلى التكالب على شراء زجاجات المياه المعبأة من المتاجر وبيع الأطعمة بأسعار باهظة، بالإضافة إلى التحذيرات من استخدام مياه الشرب السامة فى الطهى أو الغسل أو الاستحمام والبديل بالتالى هو استخدام المياه المعدنية فى هذه الأغراض، بالإضافة إلى الأغراض المنزلية وإعداد وجبات الطعام أو أى استخدام آخر للماء. وتابع أن هناك 300 ألف شخص مهددون من هذا التسرب البعض هجر منزلهم لمناطق أخرى، والبعض يذهب للعمل بلا استحمام، بالإضافة إلى ألف شكوى من ظهور أعراض لهذا التسمم للمواطنين وشكاوى أخرى بشأن وجود إصابات فى حيوانات المزارع والحيوانات الأليفة، منوهًا إلى علاج 122 حالة حتى الآن واحتجاز 4 حالات فى المستشفى. وذكر أن القرارات الخاصة لنوعية المياه فى ولاية فيرجينيا تصدر حاليًا عن مجموعة عمل مكونة من مكتب ولاية ويست فيرجينيا للصحة العامة وشركة المياه الأمريكية للولاية وفريق الخدمة المدنية للحرس الوطنى، وقسم حماية البيئة بالولاية وآخرين. واستطرد قائلا، إن "هناك اختبارات تجرى للمياه على مدار الساعة قبل تقرير أنها باتت آمنة للاستخدام بالإضافة إلى مراقبة تركيزات المادة السامة وإجراء عمليات تنظيف لجميع أنحاء منظومة التوزيع، حيث أفادت آخر المتابعات بانخفاض تركيز المادة السامة فى الماء من جزءين لكل مليون إلى 1.7 جزء فى المليون، وفى انتظار مزيد من الانخفاض أو على الأقل لحين اختفاء رائحة العرقسوس من مياه الشرب". وأكد أنه حتى عند انخفاض التركيز بالمركز الرئيسى لشركة المياه سيتم الانتظار فترة، للتأكد من انخفاض تركيز المادة السامة فى نقاط بعيدة فى شبكات التوزيع وخزانات مياه الشرب.