برلين - المغرب اليوم
لمواجهة مشكلة تراجع الثروات المائية وارتفاع عدد الذين يعانون من الجوع، يعمل علماء على تربية أسماك تقتات على طعام نباتي بعد أن كانت تقتات على أسماك صغيرة.والأبحاث لا تزال طور التجربة، ولكن النتائج الأولية تبدو واعدة، حسب ما ذكر موقع "دويتشه فيلة" الألماني. الغذاء على المدى البعيد يعاني نحو 800 مليون شخص من الجوع، الأمر الذي دفع علماء من شتى أنحاء العالم إلى البحث عن كيفية تأمين الغذاء على المدى البعيد. وتعد تربية الأسماء من بين المشاريع التي تعتبر واعدة في هذا المجال. ولكن المشكلة الأساسية تكمن في أن السمك يقتات على دقيق السمك وزيت السمك، الأمر الذي من شأنه أن يضفي صعوبة على عملية تربية الأسماك. وفي هذا الإطار تحاول مؤسسة الزراعة المائية في مدينة "بوزوم" الألمانية العمل على تطوير طريقة لصنع طعام نباتي. في الواقع في الكثير من المزارع المائية يتم استخدام الطعام المجفف لإطعام السمك المربى. ويتم تصنيع هذا الطعام المجفف من أسماك صغيرة يتم اصطيادها لهذا الغرض. ولكن للحيلولة دون انقراض الثروة السمكية، يسعى العلماء إلى تدجين سمك السلمون المرقط (أو سمك أروان) وجعله يقتات على الطعام النباتي. ولكن غونار ريزه، أحد المختصين في تربية الأسماك، يعرب عن تحفظه في نجاح هذه العملية بحيث يقول: "السمك الذي يقتات على سمك آخر منذ وجوده على وجه الأرض وتحويله إلى سمك يتغذى من طعام نباتي يبدو لي أمرا صعبا للغاية". تطوير طعام نباتي ناجع "نعم، الأمر صعب ولكنه ليس متحيلا"، يقول كارستن شولتس، باحث في مؤسسة الزراعة البحرية. ويتكون الطعام، الذي طوره العلماء والباحثون، بالأساس من الصويا والزيوت النبانتية بالإضافة إلى بروتينات السلجم. ومن شأن هذا الطعام أن يساعد السمك على النمو حتى تصبح صالحة للاستهلاك من قبل الانسان. وتظهر التجارب حتى الآن أن سمك السلمون المرقط يستجيب بشكل أفضل على الطعام النباتي الذي يحتوي على نسبة من السلجم. ولا تزال هناك تجارب جارية على أطعمة تتكون من البطاطا والأعشاب البحرية. وقد أظهرت التجارب أيضا أن النبات العشبي كان له تأثير على سرعة نمو الأسماك، حيث تباطأت عما قبل، ما يعني أنه يتعين الانتظار فترة أطول قبل إمكانية تقديمها للمستهلك. ولكن العلماء أكدوا يبذلون كل ما في مسعهم لاحتواء هذه المشكلة وتطوير طعام نباتي ناجع وفعال ويحقق النتائج المطلوبة.