القنيطرة-المغرب اليوم
يُخلد سكان إقليم القنيطرة بشكل خاص، وجهة الغرب الشراردة بني أحسن بشكل عام، هذا العام، الذكرى الـ 16 لعيد العرش المجيد، في ظل مناخ من الثقة والتفاؤل بمستقبل أكثر إشراقا وتطورا لمنطقتهم بفضل المخططات التنموية والمشاريع المهيكلة الكبرى التي أطلقها الملك محمد السادس في الشهور القليلة الماضية، والتي تفتح الباب على مصراعيه لجعل الجهة قطبا اقتصاديا وصناعيا وتنمويا نموذجيا.
فمن خلال محطات متعددة، ومبادرات مختلفة، ووفق إيقاع متسارع، وقف الجميع على إرادة ملكية راسخة وعزم أكيد على جعل الجهة قطبا تنمويا بامتياز من خلال مشاريع كبرى من شأنها تغيير واقع المنطقة بشكل جذري، لتعم فوائدها وثمارها الساكنة.
ويستحضر المتتبعون، ترؤس الملك محمد السادس، في حزيران(يونيو) الماضي في الرباط، حفل التوقيع على اتفاقية بين المملكة المغربية والمجموعة الفرنسية "بي إس إي بوجو-سيتروين"، تتعلق بإحداث مركب صناعي تابع للمجموعة في المنطقة الحرة "أتلانتيك فري زون" في جهة الغرب-الشراردة-بني أحسن.
وسيساهم هذا المشروع الضخم، والذي سيتطلب استثمارات بقيمة 6 مليارات درهم، في إقلاع قطب صناعي للتميز محدث للثروة وللقيمة المضافة في منطقة الغرب شراردة بني حسن، كما، سيمكن هذا المشروع الاستراتيجي الذي سينطلق العمل به العام 2019، من إحداث نحو 4500 منصب شغل مباشر و20 ألف منصب غير مباشر، إلى جانب تطوير قطاع البحث والتطوير من خلال توظيف 1500 مهندسا وتقنيا من مستوى عال.
وذكّر الملك بمناسبة ترأسه جلسة عمل لتقديم ودراسة مخطط العمل المتعلق بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع مجموعة "بي إس أي بوجو -ستروين"، بضرورة اعتماد مقاربة إيكولوجية فعالة حتى يكون هذا المشروع منسجما مع محيطه، وهي جلسة عمل تترجم الإرادة الملكية في جعل هذا المشروع أرضية هامة لخلق الثروة ومحركا لسوق الشغل وقطبا مهيكلا في الجهة، ذا وقع اقتصادي على مجموع المملكة.
وأشار إلى ضرورة تقوية البنيات التحتية الهامة التي تتوفر عليها الجهة ودعمها، لاسيما من خلال إنجاز ميناء في المياه العميقة القنيطرة الأطلسي، مرتبط بالمحاور الطرقية والسككية والجوية المهيكلة، وذلك في أقرب الآجال.
ويأتي المشروع المهيكل، لمصنع "بي اس اي بوجو ستروين" ليؤكد على النجاح المتميز الذي تراكمه المحطة الصناعية المندمجة "أتلانتيك فري زون" "المنطقة الحرة الأطلسية"، التي يندرج إحداثها في إطار تنفيذ الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، والذي يسعى إلى الرفع من جودة العرض المغربي في هذا المجال واستقطاب الاستثمارات، سواء منها الوطنية أو الأجنبية.
وتمكنت المحطة منذ إطلاق تسويق شطرها الأول أواخر العام 2012، من تحقيق نجاح كبير لدى الفاعلين الاقتصاديين الوطنيين والدوليين من خلال إحداث أكثر من 10 آلاف و500 منصب شغل مباشر وملياري درهم من الاستثمارات.