جبيل ـ أ.ف.ب
اختتمت المغنية الاسترالية سيا بصوتها الصادح مهرجانات بيبلوس الدولية مساء الثلاثاء في جبيل الساحلية (شمال بيروت) امام نحو 8500 متفرج احتشدوا في المدرجات المقامة في ميناء المدينة الاثري.
بشعرها المستعار الاشقر والاسود المسدل على وجهها مغطيا عينيها كما العادة، والذي علته ربطة كبيرة على شكل فراشة، استهلت المغنية حفلتها بفستانها الابيض البسيط باغنية "الايف" التي شاركتها تأليفها المغنية البريطانية اديل. وقد تفاعل معها الجمهور بحماسة .
لكن خلافا للجمهور المندفع رغم حرارة الصيف المشتعلة، بقيت الاسترالية البالغة 41 عاما جامدة على المسرح وركنت في احدى زواياه على منصة صغيرة لم تتزحزح عنها.
واتبعت اغنية البداية مباشرة باغنية "دايمند" التي الفتها لمغنية "ار اند بي" الشهيرة ريهانا وحققت نجاحا تجاريا كبيرا.
ولم يرافق المغنية على المسرح اي عازف فيما راح ممثلون وراقصون اعتمروا شعرا مستعارا شبيها بشعرها، يمثلون معاني اغنياتها المفعمة بالمشاعر المعقدة والمتناقضة، مع بث شاشتين عملاقتين نصبتا على جانبي المسرح مشاهد بعضها مسجل مسبقا، بشكل منسق تماما مع ما يجري على المسرح.
الجمهور الذي طغى عليه العنصر الشبابي اتى من كل ارجاء لبنان وكان في صفوفه لبنانيون من دول الاغتراب يمضون عطلة الصيف فيه، لحضور الحفلة التي تندرج في اطار جولة الفنانة الاسترالية الحالية وهي بعنوان "نوستالجيك فور ذي بريزينت تور".
وقالت هلا ابو كسم وهي طبيبة اطفال في الخمسين من العمر اتت لترافق ابنتها المراهقة وصديقتها "انا سعيدة جدا وقلبي منشرح لرؤية هذا العدد من الناس. نحن لا نحتاج الى سياح، فاللبناني قادر على ملء مدرجات المهرجانات".
واضافت "هذا يثبت ان وضعنا افضل من دول اخرى ولا سيما اوروبا".
تفاعل المغنية الوحيد وان كان محدودا جدا مع الجمهور، اتى في مطلع اغنية "تيتانيوم" التي بدت سيا كأنها أخطأت في كلماتها فطلبت من الجمهور مساعدتها فهب للنجدة. وتعاونت المغنية الاسترالية في اطار هذا العمل مع منسق الاغاني الفرنسي الشهير دافيد غيتا.
وتسعى المغنية الى الحفاظ على خصوصيتها فلا تعتلي المسرح من دون الشعر المستعار الذي يخفي جزءا كبيرا من وجهها او انها تغني مديرة ظهرها للجمهور. فهي تواجه مشاكل في تحمل ضغوط الشهرة وووقعت سابقا في دوامة الادمان والكحول وعانت من الاكتئاب وصولا الى حد التفكير جديا بالانتحار.
وبخصوص ابتعادها عن اضواء الشهرة قالت في احدى المقابلات الصحافية "احاول ان اتحكم بصورتي ويحق لي ان احافظ على بعض الخصوصية. الكثير من الناس لا يحبون الخضوع لضغوط حول شكلهم ووزنهم وانا واحدة منهم".
وشهدت مسيرتها الفنية تقلبات ولا سيما في التسعينات ومطلع الالفية. وكانت بدأتها مغنية في اوساط الجاز في استراليا قبل ان تنتقل الى بريطانيا حيث غنت مع فرق عدة.
وهي تعاونت بعد ذلك مع اسماء بارزة في اوساط الموسيقى الحالية من امثال بيونسيه وريهانا ومادونا وبريتني سبيرز وسيلين ديون.
وسجلت سبع اسطوانات في الاستوديو ومن ابرزها "1000 فورمز اوف فير" (2014). وكان اخرها "ذيس ايز آكتينغ" (2016).
وهي اختتمت الحفلة في مهرجان بيبلوس بهدوء ومن دون اي مقدمات مع اغنيتها الاشهر "شاندلير" الصادرة العام 2014 ضمن البوم "1000 فورم اوف فيرز".
واكتفت وهي تغادر المسرح في ختام حفلتها التي لم تتجاوز مدتها ساعة بالقول "شكرا جزيلا"...تاركة جمهورها متعطشا الى المزيد.