الشارقة - المغرب اليوم
أُسدل الستار على فعاليات الدّورة الثانية لمهرجان القيروان للشعر العربي الذي سجّل بإجماع الحاضرين والمشاركين فيه نجاحاً كبيراً في أبعاده الفكريّة ومضامينه وأهدافه الأدبية النبيلة وعلى مستوى التنظيم والمواكبة وتنوّع المادّة الثقافيّة، فقد كان هذا المهرجان في مراسم افتتاحه وأشغاله طيلة يومي الخميس والجمعة الـ7 والـ8 من ديسمبر الحالي مزداناً ومضاءً بإشعاع الإبداع.
وبحضور وفد الشارقة (عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة ومحمد القصير مدير إدارة الشّؤون الثقافية بالدائرة ومحمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة وعبدالفتّاح صبري مدير تحرير مجلّة الرّافد)، كما تابع هذه الدورة عدد كبير من أهل الفكر والأدب والفن والثقافة ومن أوفياء البيت وعشّاق الكلمة إلى جانب اليافعين المهتمّين بحفظ الشّعر وإلقائه والمنضوين ضمن نادي الشّعر الذي تأسس منذ أشهر بفضاء هذا البيت.
تكريم
وتولّت بهذه المناسبة مديرة بيت الشعر جميلة الماجري تكريم الأطفال الذين تألّقوا بأصواتهم في حفظ الشعر وإلقائه على امتداد أيّام المهرجان وتسليمهم جوائز تحفيزية لمواصلة اهتماماتهم بالشعر وحثّهم على التواصل مع بيت الشعر من أجل تكوينهم ورعايتهم وصقل مواهبهم، كما كرم بيت الشعر بعض أوفيائه وروّاده ممّن دأبوا على حضور أنشطته بانتظام فتم في هذا السّياق تكريم منصف عطاء الله .
وعامر سحنون إلى جانب تكريم الفنّانيْن التّشكيلييْن خالد ميلاد وحسين عُطيْ اللذيْن يعرضان لوحاتهما بصورة دائمة ومتجددة في أروقة بيت الشعر، هذا البيت الذي وجه بإقامته وتكفل برعايته مادياً ومعنوياً من أجل استمراريته صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشّارقة ليكون للشعراء والمبدعين حضنهم الدّافئ وملاذهم الجميل ووِجهتهم المفضّلة من أجل بناء أحلامهم وتبادل تجاربهم وتقديم نصوصهم وإبداعاتهم خدمة للفكر والثقافة وحماية للغة والهوية العربية وحفاظاً على ديوان العرب الذي تميزت به أمّتنا منذ سالف العصور.
ندوة
وقد جاء ثاني أيام المهرجان وسط أجواء أدبية حيث بدأ بندوة علمية تمحور موضوعها حول (تراشح القراءات في الشعر التونسي القديم والجديد الصوت والصدى) وذلك من خلال مداخلات قدمها الشاعر المنصف الوهايبي وفوزيّة الصفّار الزّاوق وبإدارة حاتم الفطناسي واختتمت الندوة بقراءات شعرية لكل من الشعراء فاطمة عكاشة وعبدالكريم الخالقي وجليلة هدى صدّام.
كما استمع الحاضرون إلى أصوات البراعم في قصائد من الشعر الكلاسيكي ألقاها كل من سليم الهدّاجي ونور المرابط أما الفترة المسائية فبدأت بسهرة موسيقية أحيتها فرقة نوى بقيادة الموسيقار حاتم دربال وقد سبق هذا الحفل الموسيقي فصل من مسرحية بعنوان (داعش والغبراء) من تأليف صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وإخراج الممثل القيرواني الهادي الماجري.
شكر
تولّى عبدالله العويس تكريم المشاركين الذين أسهموا في الأنشطة، حيث سلمهم شهادات شكر وتقدير كما تم بالمناسبة توجيه الدعوة الرسمية للشاعر التونسي الكبير نور الدين صمّود لحضور الدورة السادسة عشرة خلال شهر يناير 2018 المقبل لمهرجان الشارقة للشعر العربي، حيث سيتم تكريمه تقديراً لمسيرته الشعرية والأدبية الحافلة بالعطاء والإبداع، والتي توجته رائداً من رواد الشعر العربي.