الرباط - وكالات
تكريم الممثل عزيز موهوب وعروض مسرحية من آفاق مختلفة والاحتفاء بكتاب «المسرح المغربي: تجارب نسائية» اختتمت السبت بمدينة مراكش فعاليات الدورة التاسعة للمهرحان الدولي للمسرح الذي نظمه الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح في الفترة الممتدة من 13 إلى 18 ماي الحالي، والتي عرفت نجاحا كبيرا سواء على مستوى التنظيم أو على مستوى نوعية العروض المسرحية والفقرات الفنية. وكان للفنان التشكيلي العالمي محمد الملاخ شرف إعلان افتتاح الدورة التاسعة بحضور قوي لنجوم المسرح والسينما وفعاليات ثقافية وسياسية بدار الثقافة الداوديات. وتم خلال حفل الافتتاح عرض مسرحية «الدق والسكات» لفرقة مسرح المدينة٬ من تأليف عبد الكبير شداتي وإخراج هشام الجباري. ويحكي هذا العمل المسرحي قصة موظف مغلوب على أمره وزوجته المكدة في البيت٬ وصحفي فاشل وزوجته الغارقة في أحلامها وأزواج يعيشون صراعات يومية لا تنتهي٬ ليصلوا إلى الطريق المسدود فيكرهون بعضهم البعض ويعترفون لبعضهم البعض بذلك فيقرر كل واحد منهم قتل شريك الآخر٬ وفي لحظة غضب وتهور تبدأ لعبة القتل. ويشكل هذا المهرجان٬ حسب المنظمين٬ مناسبة لالتئام الشمل المسرحي من أجل الاحتفال باليوم الوطني للمسرح والاحتفاء برموز الدراما المغربية٬ وتمكين جمهور المدينة من الاطلاع على مختلف التجارب الإبداعية الوطنية والعالمية عبر فرجات منتقاة بدقة وعناية٬ مضيفين أن هذه التظاهرة تسعى أيضا إلى الإسهام في رد الاعتبار للمدينة الحمراء مهد الفرجة ومحضن الفنانين. وأشاروا إلى أن الدورة التاسعة تشكل منعطفا حقيقيا في حياة المهرجان بالنظر «لنضج تجربتنا في التنظيم وفي تدبير هذا الحدث الفني الإنساني الرائق٬ وبالنظر أيضا للقناعات التي بلورها سعينا الحثيث لإحقاق حضور المسرح في الإشعاع الثقافي للمدينة الحمراء». وتميزت هذه الدورة بتكريم الفنان المتألق وابن مدينة مراكش الممثل عزيز موهوب في حفل بهيج حضره العديد من مجايلي هذا الاسم الفني الكبير قدم خلاه كل من محمد الخلفي، محمد الجم وسعاد خيي شهادات مؤثرة.. وعرفت هذه الدورة برمجة أعمال مسرحية عالمية من قبيل أوبرا «ناي سحري» للكاتب والمخرج العالمي الكبير بيتر بروك٬ بشراكة مع المركز الثقافي الفرنسي بمراكش٬ ومسرحية «شكلاطة» لفرقة كوستيلازيون من إيطاليا٬ ومسرحية «مايا» لفرقة سيدي بلعباس من الجزائر. وعلى مستوى العروض المسرحية فقد استمتع الجمهور بالعديد من المسرحيات منها مسرحية «الرجل الذي» لفرقة المسرح الوطني٬ و»الدق والسكات» لفرقة مسرح المدينة٬ و»من أخبار عازف الليل» لفرقة الأراجوز٬ و»آش داني» لمسرح أرلوكان٬ و»حمار الليل فالحلقة» لورشة الإبداع دراما٬ و»امرأة وحيدة تؤنسها الصراصير» لمسرح المدينة الصغيرة٬ و»مولات الخال» لمسرح أكاديما٬ بالإضافة إلى مسرحية «مهرجان الزفاط» لفرقة الجيل الصاعد. وعرفت الدورة أيضا٬ تنظيم مائدة مستديرة بمناسبة اليوم الوطني للمسرح حول موضوع «المسرح المغربي بين أسئلة الإبداع وإكراهات المؤسسة» وذلك بمشاركة الأساتذة إبراهيم الهنائي٬ وعبد المجيد شاكر٬ ومحمد زهير٬ وعبد الله المعوي٬ وتوفيق ناديري٬ وسالم كويندي ومحمد دافيري. كما تضمن برنامج هذه الدورة توقيع كتاب «فرقة المعمورة.. حكاية مسار» للناقد والصحفي أحمد الدافري٬ وتقديم الإصدار الثاني من منشورات الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح٬ والذي يضم أعمال ندوة الدورة الثامنة بعنوان «المسرح المغربي.. تجارب نسائية». وتوزعت الفضاءات التي استقبلت العروض المسرحية ما بين مسرح دار الثقافة والمسرح الملكي وقصر المؤتمرات. واختتمت فرقة المسرح الوطني بمسرحيتها «الرجل الذي» فعاليات هذه الدورة، بقصر المؤتمرات، أمام جمهور غفير، تابع فقرات الحفل الاختتامي، الذي تم خلاله تقديم بعض الشهادات التقديرية، ودرع المهرجان، احتفاء بالعديد من المساهمين والفعاليات من مختلف المجالات.