هجرة العقول السودانية إلى متى

هجرة العقول السودانية إلى متى

المغرب اليوم -

هجرة العقول السودانية إلى متى

بقلم - محمد إبراهيم

اتسعت في الآونة الاخيرة هجرة الكفاءات العلمية السودانية للخارج بشكل مخيف وباتت الهجرة خطرًا على المورد الاقتصادي البشري بعد ازدياد معدلاتها بشكل ملحوظ في العقدين الأخيرين، فالبلاد أصبحت طاردة بلسان حال الشباب وصفوف العطالة لا تُحصي خريجون محبطون بعضهم إستكان للخمول والإدمان وبعضهم الأخر إمتطى زوارق الموت العابرة للمتوسط، وحتى من وجد حظه في الوظيفة الحكومية فإن راتبها لا يكفي ثمن وجبة الفطور والقهوة والمواصلات وما زاد الطين بله ارتفاع تكاليف المعيشة التي باتت كل يوم تتضاعف بصورة جنونية.

هذه الأوضاع البائسة دفعت الكثيرون للهجرة ليس المبتدئين في الخدمة بل الخبرات والكفاءات النادرة فأوضاع السودان طاردة ومهما تضاعف المرتب حتى لأصحاب الدرجات الأولى في سلم الخدمة فإنه لايتعدى "الأكل والشراب" وهو مادعا أغلب الكفاءات العاملة في ميادين الطب والعلوم والتكنولوجيا إلى الهروب إلي الخارج من أجل واقع أفضل.

 الهجرة في السابق ما كانت تُشكل ظاهرة سلبية لأنها توظف خبراتها في خدمة تطوير البلاد ودعم اقتصادها، أما اليوم فناقوس الخطر يدق بقوة محذرًا من الآثار السلبية لاستمرار هذه الهجرات فإنها باتت أسوأ استنزاف للعمالة الماهرة في السودان ما أسهم  إلى حد كبير في عرقلة جهود التنمية ودفع باتجاه ارتفاع معدلات البطالة، التي صاحبها مشاكل اجتماعية واقتصادية ونفسية.

هجرة الكوادر العلمية هاجس كبير ولا غرو إن أضحت السبب الأقوى والأول في تدني المسيرة التعليمية في السودان, ففي السنوات القليلة الماضية بلغ عدد المهاجرين من الكوادر العلمية خلال الشهور العشر الأولى من العام الماضي أكثر من "75" ألفًا، وفقًا للتقرير الوزاري الذي أعدته وزارة العمل السودانية والذي أوضح أن الكوادر الصحية والتعليمية هي الأكثر هجرة حيث بلغ عدد المهاجرين من الأطباء (5028) خلال الأعوام الخمس الماضية، فيما بلغ المهاجرون من المهن التعليمية (1002) معظمهم خلال العام 2012م . وأكد التقرير أن هجرة الاختصاصين والعلميين خلال السنوات الخمس الماضية تمثل هاجسًا للحكومة بعد أن فاقت النسبة التوقعات ببلوغها (14407) وتكرر نفس السناريو في هذا العام حيث أقرت وزارة العمل على أن المهاجرين من الأساتذة الجامعيين بلغ 12 ألف أستاذ وهذا العدد يعتبر تراكميًا  حسب ما جاء علي لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم أسامة محمد العوض, وليس بعيدًا استعداد عدد كبير من أساتذة الجامعات لمغادرة الوطن, هذه مؤشرات واضحة تنذر بأن هناك هجرة عقول وفقد للكادر المؤهل, فالوضع الاقتصادي لأساتذة الجامعات هنا يعتبر غير مجد ولايشجعهم على الاستمرار.

الوآقع مخيف والهجرة في تزايد والمؤسسات التعليمية باتت تعتمد على كوادر وسيطة فإلى متي حكومة الغفلة تنتبه إلي هذه الحقائق "من خرج لن يعود إدركوا من تبقى ياهؤوولاء".

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هجرة العقول السودانية إلى متى هجرة العقول السودانية إلى متى



GMT 12:34 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 17:37 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 13:49 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 14:02 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 09:13 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 17:01 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

مشاريع "زايد الخيرية" في كينيا تبلغ 92 مليون درهم

GMT 09:17 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتساح كبير لمرتضى منصور في انتخابات نادي الزمالك

GMT 10:01 2016 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شاليه متنقل لممارسة التزلّج والمشي على الجليد

GMT 05:31 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى شندول تنفي خطوبتها على فنان معروف في السر
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya