إينفانتينو يلعب بذيله

إينفانتينو يلعب بذيله

المغرب اليوم -

إينفانتينو يلعب بذيله

بقلم - بدر الدين الإدريسي

كثيرة هي المؤشرات التي تقول بأن رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم جياني إينفانتينو، منزعج من إصرار المغرب على منافسة الملف الأميركي الشمالي المشكل من القوى الثلاث على تنظيم كأس العالم 2026، ومنزعج أكثر من أن المغرب يملك ثقة كبيرة في نفسه وهو الذي تجرأ على تقديم ملف أحادي لتنظيم كأس عالمية، جزم إينفانتينو ذات وقت بأنه من الصعب تنظيمها بصيغتها الجديدة من قبل بلد واحد وقد أصبحت نهائياتها تلعب بـ 48 منتخبا.
وأكثر شيء سيزعج إينفانتينو بلا أدنى شك، في ظل الإحتقان السياسي الحالي الذي يضعف كثيرا الملف الأمريكي الشمالي والمنعوث أصلا بأنه تنظيم أميركي متستر عليه، هو أن يتمكن المغرب من ربح الكثير من الأصوات ولا يستطيع إينفانتينو جراء ذلك، إرضاء الولايات المتحدة الأميركية التي لولاها لما وجد إينفانتينو الطريق معبدة لرئاسة الفيفا، وهو من كان أقصى أحلامه، أن يرأس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم بشكل فعلي بعد الإطاحة ببلاتيني. 
كيف لجياني إينفانتينو أن ينسى فضل الولايات المتحدة الأميركية عليه، وقد اعتلى بفضلها رئاسة «الفيفا»، بعد أن حركت مسطرة المتابعة الجنائية في حق كل من تساقطوا تباعا من على سدة القرار داخل «الفيفا»، كما أن إينفانتينو يدرك جيدا وهو الحالم بأن يعمر طويلا على رأس المؤسسة الرياضية الأغنى في العالم، أن ما جلب للداهية جوزيف بلاتير كل الويلات التي أطاحت به في مشهد قبيح خارج أسوار الإمبراطورية، هو أنه سمح بتطاول قطر على الولايات المتحدة الأمريكية في السباق الأخير نحو تنظيم كأس العالم 2022.
إينفانتينو وجه الكاتبة العامة لـ «الفيفا» فاطمة سامورا، لتوجيه مراسلة من 6 صفحات للدول الأعضاء داخل كونغريس «الفيفا» وعددها 211 دولة، كلها تحذير ووعيد ونهي عن الإقتراب من الدول الأربع المتنافسة على تنظيم مونديال 2026، بأي شكل من أشكال التعاون أو الشركات الموجبة لتلقى مساعدات وهبات ومنح من أي نوع لغاية الكشف عن البلد أو البلدان المنظمة لكأس العالم 2026 يوم الثالث عشر من شهر يونيو/حزيران المقبل.
وللصحافة الأميركية الحق في القول بشكل مبرمج واستباقي أن المستهدف الأول بهذا القرار هو المغرب، ولنا نحن أيضا ما يكفي من الدلائل للقول أيضا بأن هذه المراسلة المحشوة بالتحذيرات والنواهي وحتى الأوامر، هي من إملاءات الولايات المتحدة الأميركية، والهدف منها تقييد حركة الملف المغربي، في وقت توجب كل الأعراف الدولية على حق الدول في الترويج لملفاتها لكسب التعاطف، بشرط أن لا ينتقل مستوى الترويج إلى ما تنهى عنه لوائح الشفافية والنظافة التي باتت اليوم متصدرة للعمل داخل «الفيفا».
وكما أن الصحافة الأميركية قد تعللت لتأكيد أن المراسلة تقصد بشكل مباشر المغرب، برغم أنها تشمل بالقرارات الملفين معا، أنه هو من ارتبط في الأشهر الماضية باتفاقيات تعاون وشراكة مع عدد كبير من الإتحادات الكروية الوطنية بإفريقيا، فإننا نستغرب أيضا توقيت صدور هذه الإرسالية عن «الفيفا»، أياما فقط بعد أن اجتمع أعضاء الملف الأمريكي الشمالي بلندن وأعلنوا، ويا لغريب الصدف، عن تعليق العلاقات الكروية مع كل الدول إلى ما بعد 13 يونيو 2026، كما نتساءل كيف أن إينفانتينو يحرم اليوم على الدول الأعضاء في «الفيفا» وعلى الإتحادات القارية إشهار تعاطفها مع ملف دون الآخر، كيف يحرم رئيس «الفيفا» على الآخرين ما يحلله على نفسه، أليس هو من أشار على كل موظفي «الفيفا» بعدم إطلاق أي تصريح تشتم منه مساندة لطرف على حساب الطرف الآخر، بينما سمح لنفسه قبل فترة، أن يرحب بالملفات المشتركة، وأن يقول بصريح العبارة، أن توحد كندا والولايات المتحدة الأميركية والمكسيك في ملف مشترك رسالة جد إيجابية.
لا أقول أن إينفانتينو خان أمانة المنصب الذي يتولاه والذي يفرض فيه الحياد التام، ولا أقول أنه يضمر للملف المغربي غير ما يعلنه، ولكنني أنبه إلى أننا كثيرا ما لدغنا من جحور رؤساء «الفيفا»، من هافلانج إلى إينفانتينو مرورا بالثعلب بلاتير، وأبدا لا يمكن أن نقلل من الخبث المضمر وراء الأفعال والتصريحات، لأن ذلك سيضر حتما بمصالحنا وبملفنا الحالم بهزم شيء إسمه المستحيل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إينفانتينو يلعب بذيله إينفانتينو يلعب بذيله



GMT 01:14 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

جيرار على طريقة لويبيتيغي

GMT 09:47 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح بموشحات أندلسية

GMT 12:56 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عبد السلام حناط رجاوي عريق في قلب كوكبي أصيل!

GMT 11:09 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

البنزرتي مرة أخرى

GMT 13:09 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد..أزمة نتائج أم أزمة تسيير ؟

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 19:47 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

كلوب - تراوري لا يُصدَق- أحيانا لا يمكن إيقافه

GMT 16:19 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

كيف تفهم نفسك

GMT 09:47 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

فوز كبير للمنتخب المغربي على نظيره التونسي

GMT 19:25 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

مكاسب معنوية ومادية خلال الشهر

GMT 23:59 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

معلول يؤكد أهمية فوز المنتخب التونسي على بنما
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya