بقلم: محمد الروحلي
لم يكن فريق الرجاء البيضاوي مساء الثلاثاء في نزهة وهو يواجه نادي الإسماعيلي المصري في إياب ثمن نهاية كأس زائد لأندية البطلة لكرة القدم، بقدر ما وجد صعوبة كبيرة في تجاوز التكتيك المحكم الذي أعده البرازيلي جورفان.
جورفان هذا المدرب الذي نعرفه ويعرفنا جيدا، كما يحتفظ بالكثير من الذكريات الجميلة في المغرب، بحكم أنه كان مساعدا للراحل المهدي فاريا المدرب الذي حققت معه كرة القدم الوطنية الكثير من الإنجازات التاريخية التي لا زال المغاربة يتذكرونها بكثير من التقدير والاعتزاز، وعلى هذا الأساس فان هذا البرازيلي لم يخطئ في تصوره للمواجهة، إذ جاءت تفاصيلها ندية مثيرة صعبة، ولم تحسم إلا بالضربات الترجيحية الفاصلة والحابسة للأنفاس.
ضغطت الرجاء صاحبة نتيجة التعادل الأبيض في الذهاب منذ البداية، ونوعت من محاولات التسجيل، لكنها وجدت دفاعا متماسكا، صعب الاختراق، كما أن افتقاد سفيان رحيمي كقلب هجوم، للخبرة والتجربة، ضيع على الرجاء العديد من الفرص للتسجيل.
والمتعارف عليه في عرف كرة القدم أن من يضيع الكثير من الفرص برعونة يدخل بالضرورة مرحلة الشك، وتتقوى بالمقابل معنويات الخصم، بل يحصل على المزيد من الثقة بالنفس أمام توالي الدقائق والثواني مسرعة ضاغطة هيتشكوكية في تفاصيلها.
انتهت بسلام المواجهة ضد الإسماعيلي، والتي أكدت أن الكل يحلم بكسب العائد المالي المهم للجائزة التي تبلغ ستة ملايين دولار، وعليه فإن كل مشارك متسلح بكل إمكانياته مستحضر كل طاقاته ولا يمكن أن تنتظر أبدا مباراة سهلة أو سهلة التجاوز، والمواجهتان أمام زغرة اللبناني أو الإسماعيلي المصري أكدت هذه الحقيقة.
وصلت الرجاء الآن إلى دور ثمن النهاية، وهو دور متقدم يضم فرقا عربية قوية ومتمرسة، ومن المؤكد أن المنافسات ستزداد قوة وإثارة وصعوبة، وممثل المغرب الوحيد الذي يواصل المغامرة مدعو لاستحضار كل مقومات النجاح والتحدي لتحقيق هدفين، أولا استمرار المرحلة الإيجابية التي يمر منها الفريق الأخضر، وثانيا تحسين موارده المالية لتمكينه من تجاوز النفق، والخروج نهائيا من تبعات أزمة طاحنة عصفت به خلال السنوات الأخيرة…
بقى ان نشيد مرة أخرى بالدور لعبه الجمهور الرجاوي في دعم فريقه بكل ما أوتي من قوة، وهذه مميزات الأندية الكبرى التي تمرض ولا تموت، لأن لديها سند يمدها دائما بالقوة التي تحتاجها كلما دعت الضرورة لذلك.
عن صحيفة بيان اليوم المغربية