بقلم - محمد الروحلي
يجمع أغلب المتتبعين على أن فريق يوسفية برشيد يقدم كرة جميلة، ويحقق نتائج باهرة فاجأت المتتبعين، إلا أنه مقابل ذلك تخرج عن باقي مكوناته تصريحات وردود فعل غير مقبولة تماما، وعوض أن تخدم الفريق “الحريزي” كما يسعى مسؤولوه، تخلق له مشاكل مع محيطه، بل تكثر من أعدائه وهو في غنى عن ذلك. بعد المباراة ضد فريق الوداد البيضاوي، أدلى رئيس اليوسفية نور الدين البيضي بتصريحات مجانبة للصواب، رغم أنه يتحمل مسؤولية بالمكتب الجامعي المشرف على الشأن الكروي وطنيا، متهما مباشرة الحكام بمحاربة فريقه والتحيز للوداد.
ما قاله البيضي أغضب حقيقة الجامعة، ومع ذلك جاء الحكم عليه مخففا، ولم يتجاوز العقوبة التوبيخ والغرامة المالية.
سعيد الصديقي لاعب فريق الرجاء البيضاوي سابقا، والذي أشرف على تدريب مختلف الفئات داخل القلعة الخضراء، ويقدم حاليا الكثير من القناعات كمدرب ناجح مع اليوسفية، تصدر عنه بين الفينة والأخرى تصريحات وآراء غير منطقية، بل غير مقبولة لكونها تضرب مباشرة الروح الرياضية العالية المفروض أن تسود بين جل المتدخلين.
مرة قال وهو ما يزال يمارس ضمن القسم الثاني، إنه “عالم فالكورة”، ومباشرة بعد مواجهته لكل من الرجاء والوداد البيضاويين، وهو بالدرجة الأولى، خرج بأقوال أغضبت الجميع.
بعد التعادل المثير أمام الرجاء بملعب الأب جيكو، قال الصديقي بالحرف: “لاعبو يوسفية برشيد قدموا مباراة استعراضية هائلة، وكأنهم لعبوا على الشاطئ في البرازيل، والرجاء البيضاوي سرق منا الانتصار بعد أخطائنا الدفاعية، كنا الأجدر بتحقيق الفوز”.
لم يقف الصديقي عند هذا الحد، بل تمادى في توجيه انتقاد مبطن في اتجاه مسؤولي وتقنيي فريقه الأم الرجاء، عندما بين أن لاعبي فريقه الذين صنعوا الفارق أمام الرجاء، هم أبناء الأخير، وتم التفريط فيهم، وهذا يوضح -في نظره- أن من يعمل حاليًا داخل الفريق البيضاوي، يفقد الرؤية والعين الثاقبة، وزاد على ذلك، قائلا إنه أمر مؤسف أن الرجاء البيضاوي يضم حاليًا 4 لاعبين فقط بهوية النادي الأصلية، يتقدمهم الحافيظي وبانون وبوطيب، مشيرا إلى أنه لو كان صاحب القرار داخل الرجاء، لمنح يوسف السفري منصب المدير الفني، بدلًا من التعاقد مع مدرب أجنبي.
بعد التعادل أمام الوداد، أكد الصديقي بطريقة لا تعترف بقوة الفريق الخصم، على أنه فريقه هو من كان الأجدر بالفوز، مع العلن أن فريقه هو من خرج منهزما.
بعد ذلك هاجم بطريقة غير لائقة زميلا له في المهنة، ألا وهو منير الجعواني المدرب الحالي لفريق نهضة بركان، محاولا التقليل من قيمته، حيث قال بالحرف: “الجعواني الذي يدرب نهضة بركان، هل لعب كرة القدم مثلي؟”، مشيرا إلى أن الجعواني هو اللاعب الوحيد الذي تدرب حصتين ثم التحق بصفوف المنتخب المغربي.
تصريحات غريبة نابعة كما يبدو من انفعالات نفسية بسبب النجاحات المرحلية التي يحققها مع اليوسفية، وعوض أن يستثمر ذلك في إظهار نوع من الرزانة والحكمة وكسب احترام كل المتدخلين في اللعبة والوسط الرياضي بصفة عامة، فاجأ الجميع بعدم احترام الخصوم، المفروض أن تحكمه علاقة احترام متبادل ومجموعة قيم إنسانية وأخلاقية.
وعموما، فإن أغلب المدربين المغاربة تحسن مردودهم المادي بدرجة كبيرة، ومن المفروض أن ينموا مداركهم وطريقة تعبيرهم وتواصلهم مع المحيط بكل تجلياته، والصديقي في مقدمتهم.