بقلم: محمد عفري
تُقنعني مطالب جماهيرالكرة بضرورة رحيل مصطفى حجي ،المدرب المساعد للناخب الوطني وحيد خليلوفيتش، بصحة المقولة المأثورة " الكارْ اللّي خاسرْ ..ما شي الشّايفُور اللّي ما مزيانْش"؛لتؤكد لي أن العطب يطال حقا الحافلة التي عليها أن تقلنا إلى برالأمان؛ وإذا كان الوصول حتميا إلى هذا البر؛فلا بد من إصلاح العطب، ولا داعي إلى استبدال السائق، الذي يكلفنا تغييره جهودا ومليارات لا تُحصى..
لا نختلف في أن المنظومة الكروية مفلسة منذ زمان، كما لا نختلف في أننا لم نجد لكرتنا الوطنية، منذ عقود،أدنى الحلول للخروج بها من هذا الإفلاس،لأننا استمرَأْنا نُولي الاهتمام إلى المنتخب الأول ، ونعلق إخفاقه على المدرب أوالناخب، والباقيات من نواة كرة سوية سليمة من كل الشوائب؛ ظل في قدر الله وقضائه. لا أحد نبش في مُعطّلات الكرة الوطنية، من الفريق إلى العصبة إلى الجامعة، إلى المنتخب الوطني الأول . لا أحد نبش في المدارس الوهمية ومراكز التكوين للكرة في الفرق المؤثثة للمشهد الكروي ولا في نهج السيرة و الكفاءة لغالبية الساهرين على الكرة من المسيرين و الأطر والإداريين،ولا في الفلك المحيط بالمنتخب الأول.
وبما أن المجال لا يسعنا هنا أن نذكر كل مثبطات الكرة المغربية ومعيقات تطورها نكتفي أن نجزم بأن من يحكم على ناخب وطني في بداية المسار مخطئ، لأنه ( الناخب ،وليس دفاعا عنه)تحمّل رعاية رضيع في مرحلة الحبو،تحمل مسؤولية جسد مثخن بالعلل؛ أعيَته مشارط ومِقصّات الجراحة ليستقيم وما هو بقائم ولا بمستقيم..
مخطئ أيضا من لا يقرأ ما وراء هُتافات جماهير ملعب طنجة الغاضبة على عناصر المنتخب الوطني المنهزم في وديته أمام منتخب الغابون،الغاضبة على الناخب الوطني والثائرة في وجه مساعده مصطفى حجي الذي تلقى رسالة" ارحل".
من يكون مصطفى حجي الذي حافظ على منصبه بعد خروج المنتخب المغربي صاغرا من كاس إفريقيا الأخير أمام منتخب البنين ، كما حافظ على منصبه بعد خروج المنتخب ذاته من الدور الأول لمونديال روسيا. مصطفى حجي ، باختصار، هو الذي نعَت عناصر هذا المنتخب بالمدللين وهو الذي قصده بنعطية في رده الشهير من وصف بعض المحيطين بالمنتخب المغربي بالدمى المتحركة .هو الذي اختلف مع الزاكي وتآمر عليه - والعهدة على الزاكي- إلى حين إقالته من المنتخب،ليظل حجي في منصبه إلى جانب رينار.. حجي ، أيضا،هو الذي اشتكى منه هيرفي رينار حين أكد أن نقطة قوة مساعده هي قدرته على البقاء في مهمته..
حتى لا أنسى ؛فحجي هو اللاعب الدولي ذوالمسار الحافل مع المنتخب الوطني، لكن من دون أن يحقق للمنتخب الفوز بكاس إفريقيا ولا أن يتجاوزمعه الدور الأول من منافسات كاس العالم( 1998).
حجي هو الذي مساره المهني خال من أي تجربة ناجحة مع أي فريق فبالأحرى مع أي منتخب..
حجي عطب واحد . فقط واحد، من الأعطاب الكثيرة لحافلة الكرة المغربية،التي توقفت منذ زمان..
لنبحث عن أعطاب أخرى..