رسالة «المغرب 2026» للعالم

رسالة «المغرب 2026» للعالم

المغرب اليوم -

رسالة «المغرب 2026» للعالم

بقلم: بدر الدين الإدريسي

هال البعض بل باغثهم، أن يكون المغرب قد قرر وحيدا التصدي لتنظيم كأس العالم 2026 والتي ستشهد رسميا الإنتقال من 32 إلى 48 منتخبا، مع ما يفرضه ذلك من بنى تحتية رياضية وطرقية وتواصلية ضخمة، لذلك يجد الكثيرون، أن من العبث فعلا، أن يقارن الملف المغربي والملف الأمريكي الشمالي في ظل وجود تفاوتات كبيرة على مستوى الجاهزية وأيضا على مستوى الجدوى المرتقبة من تنظيم المونديال.

والحقيقة أن من هاله الأمر أو أدهشه، يعذر لأن تنظيم حدث كروي كوني بهذا الحشد الكبير من المنتخبات وبكل المعايير التقنية والإقتصادية وحتى الإنسانية المضافة لدفتر التحملات من قبل الفيفا، يحتاج لتحالف سواعد إقتصادية قوية، فكيف لبلد يقاتل من أجل تسريع وثيرة التنمية الشاملة التي يتأسس عليها مشروعه المجتمعي، أن يدخل مغامرة تنظيم مونديال بهذا الكم الهائل من الإلتزامات والتعهدات، بل إن بين هؤلاء من يقول أن المغرب عندما لم يذهب للبحث عن حلفاء يشركهم في تنظيم المونديال، يكون قد خسر الكثير من النقاط في معركته الضارية مع الملف الأمريكي الشمالي.

إلا أن ما يحاول المغرب أن يبدعه من خلال قادة حملة الترشيح، ومن خلال كل الأدمغة الموظفة لصياغة ملف قوي ومقنع، هو حالة تزيل الغموض وتغتال كل شعور بالدونية بل وتزيد العالم إقتناعا بأن المغرب أحق من غيره بتنظيم مونديال 2026، وأول ما يريد المغرب أن يقوله للعالم أنه لن يكون وحيدا في تنظيم كأس العالم 2026، حتى وإن بدا ذلك من خلال تصديه منفردا لطلب التنظيم، فالمغرب عندما يراهن على موقعه الجغرافي الإستراتيجي، كبلد يعتبر تاريخيا صلة وصل بين القارتين الإفريقية والأوروبية، فإنه لا يزايد في ذلك، ولكنه يقول بكل اللغات، أن المونديال كما حال كل رياح الثقافات والحضارات التي هبت على الحوض المتوسطي منذ آلاف السنين، سيكون مناسبة تاريخية لكي تلتحم القارة الإفريقية بالقارة الأوروبية، فتنظيم نهائيات كاس العالم 2026 بالمغرب، سيكون بمطلق الأحوال مونديالا إفريقيا وأوروبيا، سينقل إرثه الرياضي والكروي لكل الشعوب الإفريقية خلافا لما كان عليه الحال سنة 2010 عندما نظمت جنوب إفريقيا كأول بلد إفريقي كأس العالم، من دون أن يخلف ذلك أي إرث من أي نوع، بل على العكس من ذلك، خلف ديونا ومعضلات إقتصادية، وأيضا سيمتد بإشعاعه ليشمل دول الجوار هناك في جنوب أوروبا.

صحيح أن أيا من الدول الأوروبية المتاخمة للمغرب، لن تقتسم مع المغرب فعليا تنظيم كأس العالم 2026، إلا أن الجدوى الإقتصادية من إقامة هذا الحدث الكروي الضخم على أرض المغرب، لا يمكن أن تقتصر على المغرب، بل إنها ستعم ثلاث دول جارة للمغرب، هي فرنسا، إسبانيا والبرتغال. وأحيلكم على ساعات السفر عبر الطائرة من هذه الدول الثلاث للمغرب، لتتأكدوا أن مونديالا ينظم بالمغرب سيكون لكل سواح العالم من عاشقي كرة القدم بمثابة كرنفال رياضي وسياحي لا نظير له.

ثم إن مقارنة الملف المغربي بالملف الأمريكي الشمالي من أي زاوية، هو ظلم حقيقي يسلط على المغرب، لأنه إذا ما افترضنا جدلا أن هناك فوارق كبيرة على مستوى البنى التحتية بكافة أشكالها، فإن الغايات الإنسانية والإنمائية التي يجب أن يتأسس عليها إسناد تنظيم كأس العالم، لا تعترف بهذه الفوارق الجاهزة، وإلا لعدنا إلى نظرية الإحتكار التي سادت زمنا طويلا، وقد تقاسمت دول أوروبا وأمريكا الجنوبية تنظيم المونديال لمدة ناهزت نصف قرن، بسبب وجود نظريات جاهزة وبسبب تحكم الشركات الإقتصادية المتعددة الجنسيات في مصير تنظيم المونديال.

إن المغرب يعرض على المجتمع الإنساني، من خلال إتحاداته الكروية التي ستكون لها هذه المرة الكلمة الفصل في تسمية البلد أو البلدان المستضيفة لكأس العالم 2026، صيغة جديدة لتحقيق ما كنت قد أسميته بعالمية المونديال، التي تجمع ولا تفرق والتي تساوي بين كل الدول وكل القارات ولا تميز بينها.

هذه هي رسالة المغرب 2026 للعالم..      

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة «المغرب 2026» للعالم رسالة «المغرب 2026» للعالم



GMT 01:14 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

جيرار على طريقة لويبيتيغي

GMT 09:47 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح بموشحات أندلسية

GMT 12:56 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عبد السلام حناط رجاوي عريق في قلب كوكبي أصيل!

GMT 11:09 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

البنزرتي مرة أخرى

GMT 13:09 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد..أزمة نتائج أم أزمة تسيير ؟

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 19:47 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

كلوب - تراوري لا يُصدَق- أحيانا لا يمكن إيقافه

GMT 16:19 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

كيف تفهم نفسك

GMT 09:47 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

فوز كبير للمنتخب المغربي على نظيره التونسي

GMT 19:25 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

مكاسب معنوية ومادية خلال الشهر

GMT 23:59 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

معلول يؤكد أهمية فوز المنتخب التونسي على بنما
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya