جريمة صلاح

جريمة صلاح

المغرب اليوم -

جريمة صلاح

بقلم - خالد الإتربي

إعمال العقل والتفكر والتدبر، من بديهيات الأمور التي دعت إليها كل الرسالات السماوية، و مفهوم توارثته الأجيال جيلًا بعد جيل على اختلاف ثقافتهم، حتى وصل إلينا بالمفهوم الوارد في المثل الشعبي المعروف  "ربنا عرفوه بالعقل". وأحيانا كثيرة نتجاوز الخط الفاصل بين التفكير والظن، فندخل من مرحلة الخير إلى مرحلة الشر، ونتخطى منطقة الإباحة إلى منطقة التحريم، سواء بإرادتنا أو رغما عنا أو دون أن ندري، فالوقوع في المحظور هو النتيجة الواحدة للحالات الثلاثة.

ما حدث الساعات الماضية من هجوم غير عادي، على محمد صلاح لاعب المنتخب الوطني وروما الإيطالي، بسبب تبرعه لصندوق تحيا مصر، وتكريمه من قبل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، أدخل الجميع في ثورة من الشك والظنون، وخلّف حالة من الانقسام الشديد بين مؤيد ومعارض لما فعله محمد صلاح. وتعددت الاتهامات لصلاح ، والتبرُّع هو فعله الإجرامي الوحيد من نظر مهاجميه، فذهب منهم أنه يدعي البطولة لاكتساب مزيد من الجماهيرية والتعاطف، ومنهم من رأى أنه "رشوة" للنظام على تغاضيهم عن ملف تجنيده الذي أُثير قبل عام أو اكثر، ومنهم من أكد أنه رغبة من صلاح في التبرؤ من احتمالية انتمائه للإخوان، ومنهم من ذهب أنه كان مضطرا إلى تلبية الدعوة التي لا تُرفض.

المثير للدهشة هو انتقاد قطاع كبير لصلاح لتبرعه لصندوق "تحيا مصر"، وعدم توجيهه لأي جهة خيرية، أو بناء  مستشفى أو مسجد أو مدرسة ، أو يساهم في تطوير قريته، أو القرى المجاورة لها، والأغرب أيضا أن هناك العديد من منتقدي صلاح لمقابلة رئيس الجمهورية، وإذا وجهت الدعوة لاحدهم، سيُقيم الأفراح في منطقته والمناطق المجاورة، وقد يضع صورته معه في وسائل الإعلام كإعلان مدفوع الأجر.

تحميل الامور أكثر من طاقتها هي أزمتنا الأزلية، دائما ما نبحث في بواطنها ولانعترف بظاهرها، أصبح كثيرا منا خبيرا في لغة الجسد، في لغة الأفكار الأرضية و الطائرة، والعلنية والخفية، والمحلية والعالمية، ولا أعلم ما اللذة الغريبة والشعور الجامح لدى الكثير في البحث وراء التصريحات الرسمية وغير الرسمية. لست من هواة التشاؤم، أو جلد الذات وتسويد الحياة، لكن حينما تصبح مساندة بلدك جريمة، ومقابلتك لرئيسها عار يلاحقك في وجهة نظر البعض، وتخوين من يعارضهم الرأي، والتهليل لمن يحابيهم أو يجاملهم،  فلابد أن نحزن لوصولنا إلى هذه المرحلة، التي نتحمل أسبابها جميعا. وقد يظن الكثير أن كتابة هذا الكلام بدافع الدفاع عن محمد صلاح أو الرئيسي السيسي وهي ليست "سُبّة" بالمناسبة، لكن الحقيقة أنها كانت مناسبة لتوجيه الرسالة الأسمى إلى مريدي الظنون، لتذكرة قطاع كبير منهم بأن طريقهم  مخالفا لأمر الله في قوله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة صلاح جريمة صلاح



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 10:34 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخيرا أصبحنا نستوعب الدروس

GMT 08:58 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"واشْ عرفْـتوني"

GMT 03:39 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

عناد فوزي لقجع

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 12:00 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

عرض "كليوباترا" على خشبة مسرح عبدالمنعم جابر

GMT 15:08 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

"سكودا" تطلق سيارة عائلية غاية في الأناقة

GMT 15:10 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

حقيقة تعرّض المطرب جورج وسوف لوعكة صحية

GMT 10:39 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

توقعات بتكون الصقيع واستمرار الموجة الباردة فوق المرتفعات

GMT 21:15 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

تاريخ لقاءات زيدان وفالفيردي قبل كلاسيكو الأرض الأحد

GMT 02:17 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

زوج يقتل زوجته أمام محكمة أزيلال بسبب الطلاق

GMT 13:47 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

"حشومة"

GMT 12:06 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

مواد طبيعية لتنظيف السيراميك والأرضيات تعطيك نتائج مبهرة

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بعثة الوداد تصل إلى مطار محمد الخامس للسفر صوب الإمارات

GMT 19:59 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

دار "LAVINTAGE" تغازل الباحثات عن الأناقة في مجوهرات 2018
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya