بقلم - عبد الرحيم سموكني
يصنفه مناضلو حزب "الحصان" بأنه مثقف الليبراليين المغاربة، ورجل التوافقات في حزب يسيطر عليه الأعيان ورجال الأعمال من اصحاب المحافظ المالية السمينة، وأنه يشكل استثناء، لأنه المثقف الوحيد في الحزب القادر على حشد الأصوات، غير أن مهمة تدبير ثلاث حقائب وزارية حيوية هي الشباب والرياضة والثقافة ثم مهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة، تجعل الجميع ينتظر حسن عبيابة عند أول منعطف.
رأى حسن عبيابة النور في منطقة رأس العين قرب مدينة سطات، وهو حاصل على دكتوراه الدولة في الدراسات الجيوسياسية ودكتوراه وطنية في تدبير الموارد البشرية من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 2010، وعلى الإجازة في الجغرافية ودرجة الماجيستير في تخصص الجغرافية الاقتصادية سنة 1987، يقول عنه خالد العثماني، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الشباب العربي الليبرالي، إن اختياره يبقى صائبا لعدة أسباب، أبرزها أنه رجل توافقات وليس صدامات، كما أنه رجل مواقف، ولا يخاف التعبير عن رأيه بصراحة، حتى لو كلف ذلك خسائر على المستوى الشخصي.
ويضيف المصدر أن تحمل عبيابة لثلاث حقائب وزارية ينبع من كونه أحد الباحثين الجامعيين القلائل في العالم العربي الذي اهتم بمجال الحكامة والامركزية، ويقول "قطاعات مثل الشباب والرياضة والثقافة، لا تحتاج إلى المال والميزانيات، بقدر ما تعاني من مشكل حكامة، إنها تحتاج إلى تدبير لامتمركز، وفي اعتقادي هذا أكبر رهان سيخوضه الوزير الجديد، إنه ورش ينيوي أتمنى أن يوفق فيه الدكتور عبيابة".
ويضيف العثماني، الذي يشغل أيضا منصب الكاتب الوطني للغرفة المغربية لتقنيين والمبدعين السينمائيين، أن عبيابة سبق له الاشتغال على هيكلة المجتمع المدني عندما كان عضو اللجنة الوطنية للحوار حول المجتمع المدني التي كانت تحت إشراف الوزارة المكلفة بالعلاقة مع البرلمان والمجتمع المدني، ويضيف "أتمنى أن يلعب دورا كبيرا في تنزيل جميع النصوص التنظيمية العالقة، خاصة المرتبطة بقانون الفنان، فمنذ 2016 لم يتوفر أي وزير على الشجاعة الكافية لتنزيلها".
وحسب العثماني فإنه إذا كان الوزير السابق محمد الأعرج قد نجح في تدبير موارد إضافية للوزارة تمثلت أساسا في إعادة تأهيل المواقع الأثرية وضخ دماء من الآثار نحو الصندوف الوطني للتنشيط الثقافية، لكن هذه الأموال الجديدة لم تعرف طريقا للاستثمار، وجرى توزيعها في الأغلب على شكل الدعم المباشر، ويوضح "حسن عبيابة سيدخل وزارة خزانتها ممتلئة، لكن عليه أن يحارب الريع الثقافي".
وحسب العثماني فإن ما يحسب للرجل هو توفره على علاقات قوية بأغلب الأحزاب الليبرالية العربية، والتي تحكم في أغلبها بلدانها، إذ تمكن في شهر أبريل من العام الماضي من الفوز برئاسة الاتحاد العربي الليبرالي، كما لعب دورا كبيرا في أن يدعم هذا الاتحاد للمرة الأولى في تاريخه مغربية الصحراء في بيانه الختامي، وهذا أمر يحسب له".
أما خديجة زياني النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الدستوري فقالت في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، بأن استوزار عبيابة يعتبر إنصافا لكفاءات الحزب، وقالت "لم يعترض أحد في الحزب على تعيينه، لأنه رجل إجماع ويكن له الجميع احتراما كبيرا، فعلى عكس التجربة السابقة، ورغم أن الحزب نال حقيبتين، إلا أن مناضلي الحزب اعتبروها دوما حقيبة واحدة، لأنم اعتبروا أن عثمان الفردوس مجرد تقنوقراط وليس منتميا لهم، أما اليوم فالأمر اختلف كثيرا".
ترى زياني النائبة البرلمانية عن عمالة المضيق أن عبيابة ظل دوما رجل ينصت للجميع، ويرد على جميع الاتصالات، وأنه ينتزع الاحترام من خصومه قبل اصدقائه، وأن من شأن تعيينه أن يمنح دماء جديدة للحزب.