بقلم: محمد الروحلي
قصر المؤتمرات بالصخيرات كان على موعد يومي الأحد والاثنين الماضيين مع الجموع العامة لمجموعة من التنظيمات المرتبطة بكرة القدم على الصعيد الوطني، فعصبة الهواة أبقت على جمال السنوسي كرئيس لولاية ثانية، بعد تقديه كمرشح وحيد بلائحة دون منافس، نفس الشيء بالنسبة لسعيد الناصري بالعصبة الاحترافية، الذي تقدم هو الآخر بمفرده دون منافس. أما الجامعة الأم، فعقدت جمعها العادي غير الانتخابي، وقف خلاله الحضور على حصيلة عمل فريق فوزي لقجع، وحجم المصاريف بأرقام مستفزة تثير كالعادة حفيظة المتتبعين.
فخلال الجموع العامة الثلاث، غاب النقاش الهادف والجدل المطلوب وتبادل الأفكار، كما غاب تعدد الاقتراحات والمشاريع، ليحضر بالمقابل الصمت المريب الذي يثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، وحده المهدي الزيدات ممثل أندية الهواة شطر الجنوب، امتلك نوع من الجرأة، عندما طالب لقجع بالاستقالة، مبررا مطلبه بالفشل في تدبير شؤون المنتخب الأول نهائي كأس أفريقيا للأمم بمصر.
خلال عملية التصويت على اللائحة التي تقدم بها الناصري، برز ممثلا الرجاء بمعارضتهما، إذ صوت كل من جواد الزيات وأنيس محفوظ برفع اليد، دون تفسير ولا شرح موقف، ولا حتى كلمة تشد أنظار القاعة.
تم التصويت على لائحة سعيد الناصري بغالبية الأصوات، إذ حصلت على 37 صوتا، ليبقى موقف الرجاء دون مساند ولا مؤيد ولا تأثير، ليتدارك الزيات الموقف بعد الخروج من القاعة حيث أدلى بتصريح صحفي مقتضب قال فيه، إن تصويته ضد لائحة الناصري لم يأت ضد الشخص، بقدر ما هو نابع من موقف ثابت، إيمانا بأن رئيس العصبة لا يجب أن يكون في نفس الوقت رئيسا لأحد الأندية الكبيرة الممارسة في الدوري الإحترافي، أو أن يستقيل من مهامه داخل ناديه من أجل التفرغ لإدارة العصبة، وهذا هو الأمر الذي نجده جاري به العمل في أوروبا، وحتى في الدول المجاورة، كتونس مثلا.
مقابل ذلك التزم سعيد الناصري عقب انتخابه أمام الجمع العام أن يكون رئيسا للعصبة بدون تمييز، حيث قال أنه سيكون رئيسا للأندية التي صوتت له، ومع الأندية التي صوتت ضده، دون أي تمييز، والعصبة مفتوحة، وسيكون آذانا صاغية للجميع.
التفسير الوحيد الذي أعطى للموقف الصامت للرجاء، هو أنه موجه بالأساس لجمهور الفريق، بينما كان من المفروض أن يطرح كإشكال قابل للنقاش والتداول القانوني، يقتضي تكوين لجنة خاصة، قد تذهب إلى حد تغيير القانون المنظم الذي ينص بالحرف أن يكون الرئيس والأعضاء ينتمون للفرق، وليس أعضاء مستقلين، ثم لماذا لم تتقدم الرجاء بلائحة خاصة تنافس بقوة لائحة رئيس الوداد، حتى يكون هناك تنافس قوى، مبني على البرامج، وليس الهدف منه المعارضة من أجل المعارضة.
بصراحة جواد الزيات أطلق رصاصة فارغة، بينما كان من المفروض أن يكون خروجا مدويا، يليق بقيمة فريق كبير كالرجاء الذي تعود التأثير في كل القرارات التي تهم مصير كرة القدم الوطنية…