التكناوتي كبش فداء

التكناوتي كبش فداء

المغرب اليوم -

التكناوتي كبش فداء

بقلم: بدر الدين الإدريسي

أي مقاربة حضرت في معاقبة المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لحارس عرين الوداد البيضاوي والمنتخبات الوطنية أحمد رضا التكناوتي، بالتوقيف عن اللعب دوليا لثلاثة أشهر نافذة؟
من الطبيعي أن نسأل، لأن فعل العقاب والحاجة إليه بجمع أعضاء المكتب المديري والدخول في جلسة مداولات استهلكت تسعين دقيقة، ومن دون حاجة لا لعرض الجنحة على اللجنة التأديبية ولا حتى للإستماع لأحمد رضا التكناوتي، يستوجب أن نسأل عن طبيعة هذه المقاربة، لطالما أن معاقبة حارس الوداد بحرمانه من دخول عرين الأسود لثلاثة أشهر كاملة سيمثل من اليوم سابقة يعتد بها وإشارة على وجود متغير كبير في تنزيل الميثاق الرياضي والأخلاقي الذي يفترض أن يكون دستور المنتخبات الوطنية.
سابقة، لأن العقاب المعلن من قبل الجامعة لم يكن هو الشائع في ما مضى من السنوات برغم ما عرفه عرين الأسود من انفلاتات ومن تمردات، إما تم إجهاضها، وإما تم التعامل معها بكثير من الإستخفاف واللامبالاة والتصريف السيء بحجة أن مصلحة المنتخبات الوطنية تقتضي ذلك، وإشارة قوية من أن الجامعة لن تتأخر من اليوم فصاعدا، في التصدي لأي حالة تمرد أو سوء سلوك أو إخلال بالواجب، مؤكد إذا أن المقاربة التي حضرت في التعامل مع التقرير الذي أدان التكناوتي، والذي يقول بأنه رفض القبول بجلوسه احتياطيا في المباراة التي وضعت المنتخب المحلي في مواجهة نظيره الجزائري، كانت زجرية، لا تساوم أبدا في إحلال الإنضباط وفرض الصرامة على أسلوب التعامل وتنزيه المنتخبات الوطنية عن أفعال مشينة من قبيل التمرد على اختيارات الناخبين، برغم أن التوافق على عقوبة ثلاثة أشهر، بعد أن كان بعض أعضاء المكتب المديري للجامعة، متطرفا في المطالبة بالتشطيب النهائي على اللاعب، يقول بأن المقاربة الإنسانية قد حضرت بالفعل، إذ استحضر الأعضاء الجامعيون أن رضا التكناوتي لا سوابق له وهو في سن صغيرة، وسيكون حكما بالإعدام على موهبته ومستقبله الكروي الذي هو في لحظة التشكل، تغليظ العقوبة والذهاب بها لما هو أبعد مما تقرر.
بالقطع، ما كان رئيس الجامعة الذي تواجد بذاته في موقع الأحداث بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة الجزائرية، ليطرح على التداول هذه النازلة ويقحم الأعضاء في جلسة تداول ماراطونية، إلا وقد أيقن من وجود حالة من الخروج عن النص، أكدها تقرير المدرب الوطني الحسين عموتا الموضوع على مكتبه، وإن كان التكناوتي قد نفى أن يكون قد تمرد على عموتا أو حتى رفض قراره بعدم ترسيمه في مباراة الجزائر وتفضيل أنس الزنيتي عليه، وفي ذات الوقت لست مع الذين ذهبوا لتخوين التكناوتي أو إلباسه ما شاؤوا من جلابيب الجناة، لأنهم بذلك يكونون قد شرعوا ظلما في إعدام لاعب في مقتبل العمر وتجاوزوا عن كل الإنفلاتات التي حدثت داخل عرين الأسود، ورفع أصحابها على الأكتاف بدل إدانتهم ومعاقبتهم.
ثم لماذا نبالغ في تجريم ما أتى به رضا التكناوتي، إذا ما كان الفعل المحظور اليوم قد كان بالأمس مباحا ولا يلقى أدنى عقاب؟
لماذا لا نفترض أن ما أتى به رضا التكناوتي، كان يبدو له طبيعيا، بفعل ما نشأ عليه سابقا داخل المنتخبات الوطنية، وبفرض أنه شاهد حالات مماثلة، فما بدا له ذلك لا تمردا ولا عصيانا ولا خروجا عن النص؟
وما جدوى أن نستهلك الكثير من الأسئلة الشقية، التي تقدم تارة رضا التكناوتي اللاعب المحلي، ككبش فداء، وتقدمه تارة أخرى كـ «مجرم وطن»، وما جدوى أن نفتح السراديب المظلمة لنتحدث عن انفلاتات وسلوكيات شاذة سقطت بالتقادم، أعتقد أن الرسالة الوحيدة التي يجب أن نلتقطها من عقوبة التوقيف الدولي الصادرة بحق رضا التكناوتي، بقرار جامعي مختوم، هي أن كل أشكال المساومة والمزايدة لا يسمح بوجودها داخل عرين المنتخبات الوطنية، وأي خرق للميثاق يكون مصيره العقاب من دون أن نفرق في ذلك بين زيد وعمر، بين لاعب محلي وآخر ممارس ببطولات خارجية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التكناوتي كبش فداء التكناوتي كبش فداء



GMT 14:13 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نهاية شهر العسل

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 18:23 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

يا آسفي علينا !!

GMT 19:54 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيخ كومارا استثناء والبقية في مهب الريح

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 04:51 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

تصميم مميز للمنزل الذي تم فيه تصوير "برود تشيرش"

GMT 21:08 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني هيكتور بيليرين يعلن سر "وشم" ذراعه الأيمن

GMT 00:00 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

عبد العزيز يعلن أنّ منظومة مصر الرياضية تمر بمرحلة دقيقة

GMT 07:51 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

نبات "مخلب القط" يخفف آلام المفاصل والركبة

GMT 07:34 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الملك يتفقّد المستشفى العسكري في الرباط بزيارة مفاجئة

GMT 07:19 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل عقارين في القائمة القصيرة لجائزة أفضل منزل لعام 2017

GMT 01:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

البرتغالي جوزيه مورينيو يتجاهل إيدين هازارد لاعب تشيلسي

GMT 02:39 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"أوريفليم" تُعلن عن مجموعة جديدة من العطور للنساء

GMT 16:50 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

بوطيب يخلق أزمة في الزمالك ويهدد باللجوء إلى "فيفا"

GMT 04:48 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طقس الخميس بالمغرب : غائم بارد ولا أمطار بمختلف المناطق
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya