نتواضع لنرتفع عاليا

نتواضع لنرتفع عاليا

المغرب اليوم -

نتواضع لنرتفع عاليا

بقلم - بدر الدين الإدريسي

لا الخيلاء يجب أن يأخذنا لأبعد من الحقيقة، حقيقة أن ما تم إنجازه هناك في معقل فريق القرن لا يمنح لقبا، ولا الغرور يجب أن يسيطر علينا في هذا التوقيت بالذات والملحمة لكي تكتمل لابد لها من فصل ختامي من النوع البطولي الذي يذكر بكل الإليادات الجميلة التي قرأنها في صحف الأدب العالمي والإنساني الخالد، فما أنجزه الوداد بالإسكندرية ببرج العرب، لم يكن إلا خطوة في طريق الألف ميل والذي لن ينتهي إلا وحكم مباراة يوم السبت القادم، يطلق صافرة النهاية إيذانا بإسدال الستار على النسخة الحالية لعصبة الأبطال الإفريقية.
لا حاجة لأن يصيبنا أي نوع من المس أو من التباهي، صحيح أن ما فعله فرسان الوداد بتأطير رائع من مدربهم الحسين عموتا في نزال الذهاب الجنوني للنهائي العربي الخالص، كان هلاميا بكل المقاييس إحتكاما لمناخ وتضاريس والبيئة التي نصبت فيها خيام المباراة، إلا أن قيمة هذه الذي بذل من جهد خرافي لن تظهر إلا بخاتمة جميلة يصوغها الفرسان يوم السبت في نزال الإياب بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وطبعا ليس هناك أبهى وأجمل من أن تحكي الخاتمة السعيدة عن عودة الفارس الودادي الأحمر لاعتلاء عرش القارة، بعد أن عزلته عنها خمس وعشرون سنة من المكابدة ومن التقلبات ومن الإنقلاب على الذات.
ومن يعتقد أن كل ما على الوداد فعله في مباراة العودة، هو أن يسد المنافذ ويلغم المساحات وينصب المشانق الدفاعية، تماما كما فعل في برج العرب، فهو خاطئ أو واهم، لأن من يقرأ سيرة الكبير والعملاق الأهلي سيجد سابقا وحاليا، ما يؤكد أن لهذا الفريق قوة أسطورية تحركه بشكل آلي من أجل أن يبحث دوما عن المستحيل وأن يقتات من المعجزات، وغير بعيد عن الذاكرة نزال فريق القرن أمام الترجي الرياضي التونسي، فما أكثر ما تباهى أبناء العاصمة تونس بتعادلهم البطولي ببرج العرب بهدفين لهدف، وكم أغرقوا في التفاؤل والثقة وهم يتقدمون في التسجيل في لقاء الإياب بملعب رادس، قبل أن يتحرك الإعصار الأهلاوي فيقتلع الرؤوس والصروح بل وأن يحطم الأبواب الموصدة ليضع اليد على التأهل المرصود.
لابد وأن يكون الوداد كما كان ببرج العرب في حالة يقظة كاملة لكي يسيطر على كل تفاصيل المباراة الصغيرة قبل الكبيرة، أن يدخل المباراة وهو مقدر تمام التقدير السعار الذي سيكون عليه الأهلي العارف أكثر منا على أنه آت للعب الكل للكل وأن حيازة اللقب تحتاج إلى جهد خارق.
طبعا لنا كل الثقة في فرسان الوداد وبخاصة في مدربهم الرائع الحسين عموتا، لتصميم النهج الذي يتوافق مع طبيعة المباراة ومع نقاط قوة وضعف الأهلي، ويستثمر على نجو جيد السبق الإستراتيجي الذي يمثله اللعب بالبيضاء في ملعب الرعب وأيضا التعادل إيجابيا في مباراة الذهاب.
واثقون من أن عموتا يبادل الأهلي الإحترام الذي يستحقه، إحترام الملكات التي يتوفر عليها والجانب الأسطوري الذي يحرك سواكنه، ولكن أبدا لا ولن يأتي هذا الإحترام مبالغا فيه إلى الدرجة التي يتأثر بها سلبا الدافع الذاتي.
أمامنا بضعة أيام لابد وأن نبقي خلالها باب التواضع والإتزان والحكمة مفتوحا، تماما كما قال أسد المرمى زهير العروبي الذي قال بلغة العقلاء، أن ما فعله الوداد بالأسكندرية لا يمنحه لقبا لأن هناك تسعين دقيقة مصيرية بالدار البيضاء هي التي ستحدد هوية البطل، ولكن ما تحقق برج العرب يمنح اللاعبين أجنحة للتحليق عاليا، فلا يجب أن ندير الظهر لبطولة ولعالمية تفتح لنا الأذرع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتواضع لنرتفع عاليا نتواضع لنرتفع عاليا



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 19:47 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

كلوب - تراوري لا يُصدَق- أحيانا لا يمكن إيقافه

GMT 16:19 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

كيف تفهم نفسك

GMT 09:47 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

فوز كبير للمنتخب المغربي على نظيره التونسي

GMT 19:25 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

مكاسب معنوية ومادية خلال الشهر
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya