إدمان التغيير

إدمان التغيير

المغرب اليوم -

إدمان التغيير

بقلم : عمرعاقيل

فكّرت كثيرا حينما بدأت أكتب مقالي هذا كيف أبدأ؟ وماذا أكتب؟ اكتشفت أنني سأكتب كلاما مكررا حاولت أن آتي بجديد، ففكرت أن أنتقد وأقلل لأكون منفردا بذلك، فاكتشفت أيضا أن هذا الأسلوب قد تكرر، هناك أندية أدمنت التغيير خلال السنوات الأخيرة، باتت تعزف نغمة مدرب يأتي وآخر يغادر، كأن المسألة موضة، أنديتنا في سباق قراراتها المتسرعة امتهنت العزف على وتيرة إقالة المدربين والاستغناء عنهم، وأصبحت تتربع على مرتبة متقدمة جدا في هذا الجانب قاريا وعربيا، واقعنا الكروي المرهون بالاحتراف أم ذاك المعني بزمن الهواية، عملية التركيز على المدربين هي ذاتها لم تتبدل، ولم تتغير، بل على النقيض من ذلك تماما باتت ظاهرة تغيير المدربين مستفحلة جدا وأصبحت لافتة للنظر مع بداية صافرة كل موسم كروي في خطوة متسرعة تسارع من خلالها إدارات الأندية الوطنية لامتصاص الغضب الجماهيري، كأن المدرب وحده من يتحمل مسؤولية الإخفاق وتردي النتائج، وعند النصر نجد نفس هؤلاء الرؤساء وأعضاء المكاتب المسييرة يتصدرون المشهد متحدثين عن الانتصارات بفخر كأن المجد يحسب لهم والإخفاق يتحمل تبعاته المدرب وحده، تطوير كرتنا بالشكل السليم يفرض على الأندية الوطنية اتباع منهجية سياسية مدروسة بصيغ علمية وتخطيط عميق لبناء مستقبل وقاعدة قوية للأندية المغربية، تغيير المدربين ليس طريقا لنجاح أي فريق وخير مثال مجموعة فرق أدمنت التغيير ولكن نتائجها بقيت مترنحة وغالبيتها يصارع كل موسم من أجل البقاء، مما يعطي مؤشرا واضحا أن الخلل ليس بالمدربين فقط، الإدارة يجب أن تعي تماما أن التدريب عمل مضني مثلما له إيجابيات كثيرة فهناك سلبيات أيضا، لكن هل وفرت الإدارة أبسط مقومات النجاح للمدرب؟ هل هيأت الإدارة الظروف المناسبة لهذا المدرب؟ نعم الضغط يجب أن يكون وبصورته الحقيقية، والضغط المراد منه الهدف الواضح لا الغامض، لكن ما أن يقال مدرب على كم مباراة تمت إقالته؟ الإدارة من واجبها مساندة المدرب في أحلك الظروف كي يستطيع الوقوف على مكامن الخلل ومعالجتها، ربما يكون التقصير من جانب اللاعبين، ربما هناك ظروف معينة أحدثت خللا ما خلال المباراة، كلها أمور وجب دراستها من قبل الإدارة، قد تكون الإقالة أملتها ظروف معينة لإعادة الفريق إلى نقطة البداية، لذا فقدوم مدرب جديد بكل تأكيد يختلف أسلوبه ونهجه التدريبي سيحدث معه خللا في تدرج والرقي بمستوى الفريق، لذا فالإقالة التي تتم بها إقالة هذا الكم الكبير من المدربين معظمها تتكون بشكل خاطئ، وفي ظل عدم وجود تخطيط صحيح وارتجالية في اتخاد القرارات، أخيرا.. على إدارات الأندية أن تراجع قرارتها المتسرعة قبل اتخادها، فقد يكون السبب سوء قيادتها وغياب للاحترافية، فليس من المعقول أن ترمى الأخطاء على المدربين بينما تتملص الإدارة من مسؤوليتها كما تسل الشعرة من العجين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدمان التغيير إدمان التغيير



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

GMT 11:46 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

العاطفة اللعينة

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 20:29 2016 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

3 وصفات طبيعية لإزالة "الزوائد الجلدية"

GMT 07:53 2015 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

برمجة مسلسل "مقطوع من شجرة" للموسم الثاني على التوالي

GMT 01:37 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

مصمّمة الأزياء نهى المنسي تعلن تصميمها مجموعة الشتاء 2016

GMT 06:53 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في برشيد

GMT 23:44 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

وظائف شاغرة للأطباء في كليات الدوادمي والباحة

GMT 09:20 2014 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

الفرد البدين يفقد 8 سنوات من عمره
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya