ماذا تفعلون

ماذا تفعلون؟؟

المغرب اليوم -

ماذا تفعلون

بقلم محمد رضا

المركزي يرفع أسعار الفائدة إلي أعلى مستوى في سبع سنوات ليضرب آمال إنعاش الاقتصاد المصري في مقتل سياسة انكماشية تدفع لركود تضخمي .. إرتفاع تكلفة الدين العام .. ارتفاع عجز الموازنة .. ارتفاع تكلفة الأنتاج وزيادة الأسعار على المستهلك .. تراجع الاستثمارات المباشرة لارتفاع تكلفة الاستثمار .. التأثير على أداء البورصة المصرية.. تراجع معدلات النمو وزيادة نسبة البطالة .. سحب السيولة من السوق دون استثمارها .. إحجام البنوك عن تمويل المشروعات والتوجه لاقراض الحكومة
 
التعليق على "قرار المركزي برفع أسعار الفائدة 150 نقطة أساس"
تحت عنوان ماذا تفعلون أيها السادة ؟؟؟ كان هذا تساؤلي بعد أن صعقت بسماعي لخبر رفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى في 7 سنوات حيث قرر البنك المركزي رفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة بواقع 150 نقطة أساس ليصل إلى مستوى 10.75 بالمئة، و11.75 بالمئة على التوالي في تحرك مفاجئ وغريب ليصل سعر عائد الإقراض إلى أعلى مستوى منذ مايو 2009، حيث بعد أيام من قرار البنك المركزي بتعديل سياسته النقدية بإلغاء القيود على تداول الدولار الأمريكي في السوق المحلي وتخفيض قيمه الجنيه المصري وأعتقدت مخطأً حينها أن البنك المركزي قد وضع قدمه على بداية الطريق الصحيح لتصحيح سياساته النقدية التي أحرقت الاقتصاد المصري خلال الفترة الماضية، فاجأنا المركزي أنه مستمر في ذات السياسات القاتلة التي يتبعها ليفاجأنا برفع أسعار الفائدة بنسبة 1.5% أي 150 نقطة أساس دفعة واحدة ليصعق الاقتصاد المصري في هذا التوقيت الصعب بمجموعة من الآثار السلبية ومنها الاتجاه بسياسة انكماشية واضحة في ظل اقتصاد يعاني من ركود تضخمي، وارتفاع تكلفة الدين العام وزيادة عجز الموازنة، وارتفاع تكلفة الأنتاج وزيادة الأسعار على المستهلك النهائي، وتراجع الاستثمارات الأجنبية والمحلية لإرتفاع تكلفة الاستثمار، وسحب السيولة من الأسواق والبورصة المصرية والاستثمارات الأخرى دون استثمارها والتأثير السلبي على أداء البورصة المصرية، وإحجام البنوك عن تمويل المشروعات الاستثمارية والتوجه لإقراض الحكومة لتتفاقم معدلات الدين المحلي، وتراجع معدلات النمو وزيادة معدلات البطالة.
 
حيث نجد أثار رفع أسعار الفائدة بهذة النسبة الكبيرة على دفع الاقتصاد المصري لحالة من الركود التضخمي بسياسة إنكماشية واضحة من البنك المركزي في الوقت الذي تنتهج فيه الحكومة سياسة توسعية تقوم على أساس زيادة الانفاق الاستثمارى وجذب الاستثمارات لرفع معدلات النمو الإقتصادى، لنجد حالة تضاد واضحة بين الحكومة والبنك المركزي لعدم الاتساق بين قرارات السياسة النقدية والسياسة المالية بما لايصب فى صالح الاقتصاد المصرى، كما ستنعكس الآثار السلبية لرفع أسعار الفائدة على زيادة تكلفة الدين في الموازنة العامة للدولة والتي تمثل بالفعل أكثر من ثلث الموازنة المصرية وبالتالي أتوقع أرتفاع عجز الموازنة بنسب تتراوح بين 0.1% و 0.2% من الناتج المحلى الإجمالى على الأقل حيث من المرشح أن ترتفع أكثر من ذلك حيث بالفعل كان العائد على السندات التى طرحتها الحكومة الأسبوع الماضى قد تخطى نسبة 15% للمرة الأولى منذ فترة طويلة، وفي ظل أن الحكومة لاتمتلك خطة حقيقية للتعامل مع ارتفاع العجز فى الموازنة المتوقع بعد رفع الفائدة على الكوريدور مما سيدفع الحكومة للإقتراض من البنوك لتمويل عجز الموازنة لتدفع مستويات الدين المحلي إلي مستويات مرتفعة والتي تتخطى بالفعل الآن المستويات الآمنه، كما ستنعكس الآثار السلبية لرفع أسعار الفائدة على زيادة تكلفة الانتاج ما سيدفع الشركات إلي رفع أسعار البيع للمتنج النهائى بنسبة لا تقل عن 15% على المستهلكين فى الفترة المقبلة مما يجعل المستهلك هو المتحمل الرئيسي لها وبالتالى ارتفاع نسبة الركود فى الأسواق نتيجة تدنى المستوى الاجتماعى والاقتصادى، وفي نفس الوقت سيؤدي رفع أسعار الفائدة إلي تراجع حجم الاستثمارات المباشرة سواء الأجنبية أو المحلية نتيجة لارتفاع تكلفة الاستثمار نظراً لارتفاع تكلفة التمويل من البنوك لإنشاء وتشغيل استثمارات جديدة، هذا بجانب أثر رفع أسعار الفادة على سحب السيولة من السوق ومن قطاعات الاستثمارات الأخرى والبورصة المصرية وتحويلها للبنوك وحجزها بها دون استثمارها لأن تكلفة استثمار هذة الأموال سيكون مرتفعاً جداً على المستثمرين مما سيدفع البنوك للإحجام عن تمويل المشروعات والاتجاه الي الاستثمار في اقراض الحكومة مما سيدفع لإعتماد الحكومة على تمويل عجز الموازنة المتفاقم من خلال البنوك مما سيؤدي إلي تفاقم الدين المحلي وتكلفة الدين لمستويات غير مسبوقة، ومع ارتفاع تكلفة الاستثمار وارتفاع تكلفة الأنتاج وزيادة أسعار السلع في ظل انخفاض القدرة الشرائية سيؤدي لمزيد من الركود في النشاط الاقتصادي مهدداً بتراجع معدلات النمو وزيادة معدلات البطالة.
 
ورداً على بعض الأراء التي تدافع عن قرار المركزي برفع أسعار الفائدة على أساس أن هذا القرار سيسيطر على إرتفاع معدلات التضخم وعمل توازن بعد تخفيض بنسبة 14.5% لقيمة الجنيه أمام الدولار، مع أعتبار أن هذا الرأي صحيح من الناحية النظرية ولكن من الناحية العملية والتطبيقية فإنه بجانب الآثار السلبية التي أشرت إليها نجد وبقراءة وتحليل للنتائج التاريخية في الحالات التي قام فيها البنك المركزي برفع أسعار الفائدة خلال السنوات الماضية لمجابهة التضخم نجد أنها لم تؤتي ثمارها بل بالعكس أدخلت الاقتصاد المصري في حالة من الركود التضخمي، حيث يتضح للجميع أن المستوى العام للأسعار للسلع والخدمات في مصر لاتؤثر فيها بشكل مباشر ومؤثر أسعار الفائدة المعلنة من البنك المركزي بل يتحكم به الأسواق وأن السبب الرئيسي وراء الارتفاعات القياسية في المستوى العام للأسعار هو غياب الرقابة على الأسواق وجشع التجار الذي أصبح من الواجب على الحكومة مواجهته من خلال تشريعات وضوابط رقابية تنفيذية فعالة، وحتى أذا رجعنا من الناحية النظرية فقط فإن تحديد مستوى أسعار الفائدة لايتحدد فقط وفقاً لمعدلات التضخم وأنما هناك ثلاثة عوامل تحدد أسعار الفائدة متمثلة فى معدلات التضخم والنمو فى الناتج المحلى الإجمالى ومعدل البطالة وبقراءة لمعدلات النمو والبطالة الحالية للاقتصاد المصري فإن قرار المركزي برفع أسعار الفائدة 150 نقطة أساس هو قرار لايتناسب مطلقاً مع وضع الاقتصاد المصري.
محمد رضا:
·   عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للأوراق المالية ECMA؛
·   نائب رئيس مؤسسة شبة جزيرة سيناء للتنمية SFD؛
·   الرئيس التنفيذي سوليد كابيتال – مصر SOLID Capital – EG (عضو مجموعة سوليد كابيتال البريطانية SOLID Capital –UK)؛
·   عضو مجلس إدارة شركة بريميير لتداول الأوراق المالية Premiere Securities؛
·   مستشار مالي واستثماري واقتصادي لمجموعة من المؤسسات المالية والاقتصادية؛
·   الفائز في مسابقة صندوق النقد الدولي IMF "بناء المستقبل" للإصلاح الاقتصادي؛
·   عضو الجمعية المصرية لشباب الأعمال EJB؛
·   عضو الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار  EG Finance؛
·   عضو الجمعية المصرية لإدارة الاستثمار EIMA؛
·   عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين ESTA.
·   عضو جمعية مراجعي نظم المعلومات الأمريكية ISACA؛
·   عضو جمعية المراجعيين الداخليين الأمريكية IIA.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا تفعلون ماذا تفعلون



GMT 12:01 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خطة الحكومة في هيكلة قطاع الأعمال العام

GMT 13:27 2018 الخميس ,16 آب / أغسطس

استراتيجية مكافحة الجريمة الاقتصادية

GMT 11:48 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

المسؤولية الاجتماعية وأخلاقيات الأعمال

GMT 11:21 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

أوجه النشاط التسويقي

GMT 09:31 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

استراتيجيات تخفيف الفساد

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:14 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 18:15 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيونسيه تسحر الحضور بـ"ذيل الحصان" وفستان رائع

GMT 22:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

جمارك "باب مليلية" تحبط عشر عمليات لتهريب السلع

GMT 02:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

أصغر لاجئة في "الزعتري" تجذب أنظار العالم لقسوة معيشته

GMT 01:31 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مريهان حسين تنتظر عرض "السبع بنات" و"الأب الروحي"

GMT 02:54 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر سعيدة بالتمثيل أمام الزعيم عادل إمام

GMT 18:21 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة فوز الوداد.. الرياضة ليست منتجة للفرح فقط
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya