ذكريات إمي

ذكريات إمي

المغرب اليوم -

ذكريات إمي

بقلم : نجلاء الطائي

امي الحبيبة عجز قلمي على التعبير...امي الحبيبة لن نستطيع ان اوفيك انا واخوتي جزء من حقك عليّنا سهرتي على راحتنا في الطفولة حتى لا نشعر لحظة بالحرمان في اي شيء ...سهرتي على دراستنا وناضلت من أجل الاستمرار والبقاء مرفوعين الرأس ليس منحنين لأي شخص لقد "كفيت ووفيت" من اجلنا .
امي الحنونة لا استطيع نسيان وجهك المنهمك وانت تأتي متعبة من جراء العمل حتى تلبي طلباتنا من دون آنين وألم كأنك تقولين لنا بصمت مخفي في الصدور "هذا واجبي " ..
كنت طفلة صغيرة لا افهم عندما تتخاصمين مع والدي وتأتي الى مدرستي كل يوم لمشاهدتي والجلوس معك بضع دقائق وانت تسلكين طريق بعيد كنتي الام المثالي بكل شيء اكتب هذه الكلمات والدموع تظرف على وجنتاي كبرت واكتشفت بأن وراء ضحكة أمي ألف دمعة .. وعرفت أن قسوة أمي كانت حب وغضبها حب وعقابها حب أمي هي المعادلة الأصعب ...أمي هي سر الجاذبية ...أمي هي أول مصباح في حياتي ...أمي هي البقعة الفاضلة في قَلّبي.. فكل الطرق تؤدي إلى حب أمي. 
اتذكر عندما كنت في الجامعة وكانت امي في ذات الجامعة تعمل ، تركض ورائي وكأنني طفلة ذات السابعة من عمرها وفي يدها "السندويش" من اجل اعطائها لي وتقول " تناولي السندويش لأنك خرجت ولم تتناولين فطرك في الصباح " موقف لم انساها ابدا كنت وقتها محرجة من زملائي لانهم انتابتهم موجة من الضحك بسبب تصرف امي . كان هذا الشيء يحدث دائما معي .
كبرت وتخرجت وتوظفت في مجال السياحة والاعلام لكن امي لم تتغير وكأنها تقول لي انك في نظري تلك الطفل الصغيرة لتأتي الى مكان عملي وهي تجلب بين يديها "السندويش " حيث كنت انساه دائما في المنزل .
وفي ليلة زواجي بكت امي وكأنها فقدت ابنتها الى الابد وهي تنظر الي وكأنها تقول لي لا تذهبي وابقي بجانبي .
تلك هي الأم فما نحن عليه الآن وما سنكون عليه في المستقبل يعود الفضل الكبير فالأم هي أهم إنسان ساعدنا في حياتنا، وهي التي قدمت لنا ما قدمت حرصا منها على سعادتنا، فمن أجل ذلك فإنه من الضروري ذكر بعض تلك الأشياء التي قدمته لنا أمنا حتى نستطيع أن نقول لها شكرا في ذلك الوقت الذي نحتاج فيه أن نعبر لها عن حبنا وامتنانا.
والأم هي من علمتنا كل شيء مهم لنا في حياتنا، بداية من كيف نأكل بشكل صحي، وكيف نلبس ملابسنا، ونربط أحذيتنا بشكل صحيح، وحتى تلك الأمور مثل كيف نتصرف في المواقف المختلفة، وكيف نعامل الكبار بأدب واحترام، وليس هذا إلا جزءا قليلا من الكم الهائل الذي يجب أن نذكره من عطاء أمنا وجزيلها علينا.
فالأم هي الأذن الكبيرة لرغباتنا، والبئر العميق لأسرارنا، فهي دائما من تستمع لنا مهما كانت مرهقة في عملها، ومهما كان يومها سيئا، فبإمكاننا أن نتكلم مع أمنا في كل شيء نريد أن نتحدث به، حتى تلك الأمور التي نخجل من سردها لأحد آخر غيرها، فمهما كانت طلباتنا مستمرة ومواضيعنا مملة فإن أمنا ليست هي من ترفضنا إذا أردنا الحديث عن طلباتنا.
وعندما تحدث الأشياء السيئة لنا في الحياة فإن أمنا هي من تعالجها عندما يصعب علينا الأمر، فهي تحرص على راحتنا، وتهدئنا في المواقف الصعبة والمؤلمة، فهي التي تخبرنا بأن كل شيء سيكون على ما يرام في المستقبل، فمهما كان الأمر يبدو سيئا فإن هناك شخصا ما يقف ورائنا، وهي أمنا.
واجمل وافضل شيء في الأم هو حبها غير المنتهي لنا، فأمنا من شدة حبها لنا ولحياتنا تختار لنا احسن وأفضل شيء عندما نقف حائرين إزاء أي شيء نختاره لحياتنا، لأنها تريد لنا الاحسن وأفضل دائما.
وعندما نسيء إلى أمنا ونفعل ما يغضبها فإنها تسامحنا ولا تغضب علينا أو تكرهنا أبدا، وحتى لو أبدت لنا شيئا من عدم الرضى بسبب بعض تصرفاتنا الطائشة، إلا أنها في النهاية تقبل اعتذارنا وتستمر في حبنا ورعايتنا.
الكثير منا لا يزالون يعيشون في كنف أمهاتهم، ولكن بعضنا قد فقد أمه حقا، ومن الناس من يشعر بالذنب بسبب عدم قوله لأمه شكرا على أقل ما قدمته من أجله قبل وفاتها، لذا فإن احسن وأفضل ما نفعله هو أن نستغل حياتنا مع أمهاتنا لنوفر لهم السعادة كما يسعين دائما لتوفيرها لنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكريات إمي ذكريات إمي



GMT 22:19 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى متى ستبقى المرأة في عالمنا العربي الحلقة الأضعف .

GMT 09:29 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الهولوجرام والسحر في العصر الحديث

GMT 11:59 2019 الجمعة ,23 آب / أغسطس

المعنفات وبيوت الرعاية وخطوات الإصلاح

GMT 16:37 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 10:05 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

الطفولة العربية والمستقبل

GMT 12:12 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

العنف ضد المرأة حاجزا فى سبيل المساواة والتنمية

GMT 08:13 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

سيّدتي لا تصدّقينا

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 21:05 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الجهاز الفني للأحمر يُوافق على طلب وليد أزارو

GMT 22:26 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

ريتا حرب تؤكد أن تجربتها مع الجمهور المصري مرعبة

GMT 10:45 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

درس علمي بتعاوني الملحاء والمخلاف الثلاثاء

GMT 05:04 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

مهرجان "ضيافة" يعلن شروط الترشح لجائزة أفضل مدوّن في دبي"

GMT 16:36 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

العجز المالي لمولودية وجدة يبلغ 700 مليون سنتيم

GMT 02:43 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

حسن الرداد في ضيافة "أبلة فاهيتا" في "الدوبلكس"

GMT 02:50 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي السبت

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة

GMT 03:44 2016 الخميس ,04 شباط / فبراير

علاج الدوالي في 4 أطعمة

GMT 00:42 2016 الثلاثاء ,12 تموز / يوليو

اكتشفي أسباب عدم بكاء الطفل حديث الولادة

GMT 00:58 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قيمة لاعبي منتخب المغرب نحو 100 مليون أورو
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya