المفاوضات السورية وآفاق السلام

المفاوضات السورية وآفاق السلام

المغرب اليوم -

المفاوضات السورية وآفاق السلام

بقلم يوسف بلال

من المنتظر أن تستأنف الأمم المتحدة الأسبوع المقبل في جنيف جولة جديدة من اللقاءات حول آفاق السلام في سورية بعد أن نظمت لقاءات تمهيدية في يناير 2016 تحت إشراف الأمم المتحدة، والتي شكلت خطوة أولى جمعت حول مائدة المفاوضات النظام السوري والمعارضة. واليوم حان الوقت للتقدم في إيجاد حلول ملموسة وواقعية قابلة للتنفيذ تسمح لسوريا بأن تضع حدا نهائيا للحرب التي دمرت العديد من مدونها وتسببت في قتل أكثر من 300000 شخص وتهجير أكثر من أربعة ملايين سوري. ومنذ سنة 2012، المجهودات التي بذلها ممثلو الأمين العام للأمم المتحدة المكلفون بالملف السوري، بمن فيهم كوفي عنان ولخضر الإبراهيمي وستيفان دي ميستورا، كانت كلها معرضة للفشل لأن أطراف الحرب كانوا متيقنين بأنهم سيفوزون عسكريا ويقضون على الطرف الآخر. ودون شك، فإن ترحيل الرئيس بشار الأسد أهم قضية مفصلية مطروحة للنقاش، حيث إن ممثلي النظام السوري وإيران وروسيا لا يعتبرونها نقطة قابلة للتفاوض، فيما ترى المعارضة السورية وبعض الدول الغربية أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق حول النزاع دون تنحي بشار الأسد عن الحكم. وليس من المستبعد أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق حول إنشاء هيئة حكم انتقالي مهمتها تشكيل حكومة تضم ممثلي المعارضة والنظام السوري، إلا أن المعارضة غير موحدة وغير منسجمة سياسيا وفكريا، فهذا التنوع الفكري والسياسي لا يشكل عائقا بحد ذاته ما دامت الفصائل المختلفة قادرة على التوصل إلى مواقف موحدة حول القضايا المفصلية. وفشل المفاوضات قد ينتج عنه تقسيم سوريا إلى ثلاث مناطق مثل ما عاشته ليبيا بعد سقوط القذافي في سياق جهوي جد مضطرب يتميز بتنامي الحركات المتطرفة، بما فيها القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وجماعات مسلحة أخرى. ويبدو أن المسلسل السياسي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة لم يأت قط برؤية واضحة حول إشكالية مواجهة «داعش» والتنظيمات المتطرفة الأخرى، ولم يعتبر طرفا شرعيا في الحرب السورية. واتفاق سياسي بين الحكومة والمعارضة، بالرغم من أنه  ضروري، لن يضع حدا نهائيا للعنف لأنه لا يتطرق إلى دور التنظيمات المتطرفة في النزاع السوري. والمفارقة هي أن تجارب أخرى مثل أفغانستان تبين أن الحركات السياسية مثل طالبان، التي كانت توصف بالمتطرفة من طرف أهم الفاعلين الدوليين، لا يمكن القضاء عليها، بل تشكل جزءا من الحل السياسي ومشروع المصالحة السياسية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المفاوضات السورية وآفاق السلام المفاوضات السورية وآفاق السلام



GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:14 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 18:15 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيونسيه تسحر الحضور بـ"ذيل الحصان" وفستان رائع

GMT 22:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

جمارك "باب مليلية" تحبط عشر عمليات لتهريب السلع

GMT 02:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

أصغر لاجئة في "الزعتري" تجذب أنظار العالم لقسوة معيشته

GMT 01:31 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مريهان حسين تنتظر عرض "السبع بنات" و"الأب الروحي"

GMT 02:54 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر سعيدة بالتمثيل أمام الزعيم عادل إمام

GMT 18:21 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة فوز الوداد.. الرياضة ليست منتجة للفرح فقط
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya