ترامب، نهاية العولمة والديمقراطية التي تتغذى من الحرب…

ترامب، نهاية العولمة والديمقراطية التي تتغذى من الحرب…!

المغرب اليوم -

ترامب، نهاية العولمة والديمقراطية التي تتغذى من الحرب…

بقلم : عبد الحميد الجماهري

عندما أعلنت يومية لوموند الفرنسية ، في عددها لنهاية الأسبوع الماضي عن «نهاية العولمة،» وربطت ذلك بانتخاب دونالد ترامب، بدا العنوان مفرطا في التوقع، بل كتبت أقلام من داخلها ومن خارجها عن مبالغة في الحديث عن «تأثير ترامب». 
والحال أن التعيينات التي أعلنها الرئيس في نهاية الأسبوع الذي نودعه، كان لها عنوان بارز ، هو الوفاء لتوجهه الذي يرى أمريكا قوة وحيدة، انعزالية وعنصرية، لا تحب المهاجرين ولا المسلمين، ومساندة بقوة لإسرائيل ، ولا ترغب في العولمة التي تحافظ على البشرية.. 
يرى مراقبون أن ثلاثة أعضاء في فريقه الحكومي هم وزير العدل ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ومستشاره للأمن القومي، هم من عناوين أمريكا العُصابية، التي تأخرت كثيرا في الكشف عن عُصابها الكوني إلى حين جاء رجل الخيارات المتطرفة.
بالنسبة لمايكل فلين، مستشار الأمن القومي الجديد للرئيس الأمريكي المنتخب، سيتم إعطاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية أولوية قصوى في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، وأنه سيعمل على تعزيز التحالف الأمريكي مع كوريا الجنوبية.
وترأس فلين جهاز الاستخبارات العسكرية (وكالة استخبارات الدفاع) بين عامي 2012 و2014 وأثار جدلا بسبب تصريحات مناهضة للإسلام.
حسب وكالة الأنباء فإنه يدافع عن تقارب مع موسكو وبكين وظهر خلال عشاء في موسكو مع فلاديمير بوتين الذي ظهر إلى جانبه في عز التوتر بين موسكو وواشنطن في دجنبر 2015، ومن المؤكد أن الطيب أردوغان بدوره سيفرح لهكذا تعيين، مما يعني تحولا في تعامل واشنطن مع تقارب روسيا وتركيا ، لاسيما ما يتعلق بالقضايا الشرق أوسطية..
ويذكر المسؤول الجديد كل الذين تابعوا صعود نزعة بوش العدائية إزاء العرب والمسلمين بما تميز به المحافظون وقتها من نزعات تحريضية ضد الإسلام والمسلمين، وهو ما قد يعطي تأويلا إقصائيا للسياسات الأمنية الأمريكية..
الأضواء التي سلطها دونيس لاكورن- مدير الأبحاث في الدراسات الدولية، وصاحب كتاب »أزمة الهوية الأمريكية«، تؤكد أن ما يحدث الآن . بعد الانتصار المفارق للملياردير في أوساط الناخبة البروليتارية يدخل في إطار تقليد أمريكي يقضي بإعطاء الصبغة الإثنية للصراع الطبقي من أجل .. التخلص منه!
والمستشار هو واحد من ثلاث شخصيات من ذوي المواقف المتشددة في قضايا الأمن والهجرة، منهم وزير العدل السيناتور جيف سيشنز (69 عاما) المؤيد لسياسة الحزم الشديد في ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية ، ونقطة الفيض فيها، بترحيل 11 مليون مهاجر غير شرعي. الرجل سبق له أن أشهر تصريحات عنصرية علنية في ثمانينيات القرن الماضي لا تزال تلاحقه، عندما انتقد محاميا أبيض معتبرا أنه "عار على عرقه" بسبب دفاعه عن مواطن من السود الأمريكيين . 
الضلع الثالث في التعيينات يتعلق بوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) وسيؤول قدرها إلى مايك بومبيو (52 عاما) عضو مجلس النواب عن ولاية كنساس، وهو خصم شرس للنظام الإيراني وللاتفاق الذي وقعته الدول الكبرى لمنع طهران من حيازة قنبلة نووية.
وكان أيضا أحد أعضاء لجنة التحقيق في الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون حول الهجوم على البعثة الأمريكية في بنغازي عام 2012 والذي أدى إلى مقتل أربعة أمريكيين بينهم السفير كريس ستيفنز، واشتهر بالمقابلة الصعبة التي أجراها للمرشحة الديمقراطية السابقة إلى الرئاسة هيلاري كلينتون التي كانت وقتذاك وزيرة للخارجية، واتهمها بأنها قللت من أهمية التهديد الجهادي في ليبيا.
اختيار »قدامى المحاربين المحافظين«، رأت فيه نخبة غربية تحولات جوهرية ومنها« الانهيار الشامل غير المسبوق لكل المؤسسات الأمريكية» كما كتب بول بيرمان، الكاتب والمفكر صاحب« اللباس الجديد للرعب».
وقد رأى أن المؤسسات، من قبيل الصحافة والجامعات والنقابات التي كان لها وزن في ما سبق على الرأي العام، لم تعد تمارس تلك السلطة ، وهو ما هيأ نصر ترامب. وفي مقالته المنشورة مترجمة في يومية لوموند يسخر من «التحليل السياسي الذي يشتغل بناء على مبدأ واحد هو التناظر التاريخي »، والحال يتعلل الباحث بأنه «لا شيء في التاريخ الأمريكي المعاصر يناظر الانتصار الذي حققه ترامب».
هذه النزعة الحربية، ربما هي التي أشار إليها فرانسوا كوسيت، باسم «الديمقراطية التي تتغذى من الحرب». حيث يرى أن انتخاب ترامب ، سيفرض مواجهة حتمية ودولية بين غرب يبحث عن «التقوقع »داخل جدرانه وبلدان الجنوب باعتبارها «المعطى الايديولوجي والسياسي »الجديد!
يتبع..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب، نهاية العولمة والديمقراطية التي تتغذى من الحرب… ترامب، نهاية العولمة والديمقراطية التي تتغذى من الحرب…



تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 21:05 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الجهاز الفني للأحمر يُوافق على طلب وليد أزارو

GMT 22:26 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

ريتا حرب تؤكد أن تجربتها مع الجمهور المصري مرعبة

GMT 10:45 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

درس علمي بتعاوني الملحاء والمخلاف الثلاثاء

GMT 05:04 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

مهرجان "ضيافة" يعلن شروط الترشح لجائزة أفضل مدوّن في دبي"

GMT 16:36 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

العجز المالي لمولودية وجدة يبلغ 700 مليون سنتيم

GMT 02:43 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

حسن الرداد في ضيافة "أبلة فاهيتا" في "الدوبلكس"
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya