نخلط الرياضة بالسياسة كرواتيا والفيصلي والبنك الدُّولي واللاعب العجرمي

نخلط الرياضة بالسياسة.. كرواتيا والفيصلي والبنك الدُّولي واللاعب العجرمي

المغرب اليوم -

نخلط الرياضة بالسياسة كرواتيا والفيصلي والبنك الدُّولي واللاعب العجرمي

بقلم :أسامة الرنتيسي

ما أن انتهت – ليلة الأربعاء – مباراة نصف كأس العالم بين انجلترا وكرواتيا بفوز الأخيرة، إلا وفاضت صفحات التواصل الاجتماعي عن ثورات حقيقية ضدَّ الدُّول قاهرة الشعوب، وصفق الجميع لكرواتيا ممثلة للفقراء وبقايا الدول الاشتراكية.

استمر الحال لليوم الثاني ودخلت القفشات الخفيفة والعميقة على نتائج المباراة ودولة كرواتيا، وانتشرت بشكل فظيع خلال ساعات.

أحد البوستات أشار إلى مقولة لرئيسة كرواتيا الجميلة: “لن نستدين من البنك الدُّولي حتى لو متنا جوعاً”.

بوست آخر أكثر عمقا قال: #كرواتيا بمساحة #معان وبعدد سكان #عمّان

عمرها 18 سنة انتاجها القومي 60 مليارا، تصل نهائي #كأس_العالم

وعلى فكرة تحكمهم # إمرأة.

بوست آخر حاول أن يصحح معلومات البوست السابق، “مساحة كرواتيا تقريبا نصف مساحة الأردن، وعدد سكانها تقريبا 7 ملايين وعمرها 27 سنة وليس 18 سنة، وانتاجها القومي تقريبا 90 مليار دولار”. لكن الصحيح أن (عدد سكانها 4.4 مليون نسمة، ومساحتها 21.851 ميلاً (56.594 كم مربعاً).

بوست رياضي خبيث وقاس وصلني أكثر من 30 مرة، قال: “هل تعلم أن مدرب كرواتيا حاليا دالتيش درب الفيصلي من 2010 – 2012 وأقاله الفيصلي بعد النتائج السيّئة معه ليخلفه راتب العوضات “الضبع” ويحرز الدوري ، دالتيش حاليًا مدرب المنتخب الكرواتي والضبع مدرب البقعة”.

الدعابة الأردنية الجديدة دخلت على الخط أيضًا، وانتشر بوست لطيف لكنه لعين حِرْسي يقول: “كل الشكر لقوات حفظ السلام الأردنية على هذا الجيل الكرواتي البطل مع صورة لمحرز الهدف وتعليق …يقول: “الولد تْقول عجرمي”، أحد الأصدقاء الكبار المحترمين من العجارمة قال لي: “صراحة في شبه”.

لنتحدث بعمق أكثر، فالرياضة في عمقها الجذري لدى شخص يساري تقليدي مثلي ترتبط بالسياسة، فإن أكثر ما يثيرني في الفِرَق أولا علاقة دولهم مع القضية الفلسطينية ومدى اقترابهم من دعم الحقوق الفلسطينية، ومهما كان الأمر، فانجلترا العدو الأول للشعب الفلسطيني التي منحت فلسطين لليهود “بوعد خرف”، ولهذا لا يمكن أن أكون في صفها مهما كان الفريق الخصم الذي تلعب ضدَّه.

أعترف قبل ما أبدا بالتفصيل أنني مثل كثيرين غيري على خطأ، فنحن نخلط الرياضة بالسياسة بالمبادئ والحقوق، ونخلط بين لاعب كرة القدم وبين وزير الخارجية او رئيس الوزراء الذي يقرر سياسة بلاده.

قبل سنوات وقعت في حوار صادم بين الأجيال عندما كان ولدي ابن الـ 10 سنوات وقتها، ندلّعه عبود، لكنه يرفض ويصر على أن اسمه عبدالهادي. والآن يستعد للتوجيهي، لم أفلح في تبديل انحيازه لنادي ريال مدريد الإسباني، بعدما زاره الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، لكني فشلت في ذلك.

شاهدت معه بيريز خلال زيارته التي قام بها لمركز التدريب التابع لنادي ريال مدريد، وكيف امتدحه ووصفه بأنه يمثل “رمز السلام”، وقال للاعبي النادي: “أريد أن تعرفوا إلى أي مدى يحب صبياننا وبناتنا ريال مدريد. أنتم قدوتهم، وهم يريدون أن يصبحوا مثلكم. لم يعرفوا السلام كاملاً، وبالنسبة لهم النادي الملِكي هو رمز السلام”.

الرئيس الإسرائيلي التقى يومها كريستيانو رونالدو وباقي أعضاء الفريق، ثم قدم له حارس مرمى الفريق إيكر كاسيلاس لباساً رياضياً عليه اسمه (اسم الرئيس الإسرائيلي طبعاً).

الدهشة أصابت عبود من طريقة محاورتي له، وطلبي منه أن ينحاز لشعبه الذي يُقتل بجرائم العدو الصهيوني المستمرة، والذي يتزعمه بيريز. فقال لي: ما دخل الرياضة بالسياسة، ولِمَ التفكير بهذه الطريقة؟

أعترف بكل تواضع؛ طريقة تفكير الجيل الجديد مختلفة تماماً عن طريقة تفكير الأجيال السابقة، لهم ثقافتهم وأسلوبهم في الحوار، وحتى طريقة تعاملهم مع التكنولوجيا الحديثة متميزة ومثمرة، حيث طوعوها لخدمة أفكار التغيير الذي نشهد تجلياته في أيامنا (أيامهم) الزاهية الآن.

الجيل الجديد يحدد خياراته بالطريقة التي يقتنع بها، والغالب أننا لا نقتنع بها نحن، ولا أكشف سراً إن اعترفت بأن عبّود هو الذي عرفني على عالم “الفيس بوك”، بعد أن اكتشفت أن له صفحة عليه، ويتواصل بها مع أقرانه.

التغيير قادم، رضي من رضي، وأبى من أبى، ولن يمنع تكلس عقول بعضنا من ولوج العالم الجديد؛ عالم الحرية وفضاءات ميادين التحرير.

في المحصلة؛ وبكل قناعة، أعتقد أننا سنبقى في المراتب المتأخرة، ما دمنا نخلط الرياضة بالسياسة، والسياسة بالدين، والحب بالمصلحة، والصداقة بالمكاسب، ونخلط كل شيء بارتفاع أسعار البنَدورة والباذنجان في الأسواق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نخلط الرياضة بالسياسة كرواتيا والفيصلي والبنك الدُّولي واللاعب العجرمي نخلط الرياضة بالسياسة كرواتيا والفيصلي والبنك الدُّولي واللاعب العجرمي



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 19:47 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

كلوب - تراوري لا يُصدَق- أحيانا لا يمكن إيقافه

GMT 16:19 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

كيف تفهم نفسك

GMT 09:47 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

فوز كبير للمنتخب المغربي على نظيره التونسي

GMT 19:25 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

مكاسب معنوية ومادية خلال الشهر

GMT 23:59 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

معلول يؤكد أهمية فوز المنتخب التونسي على بنما
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya