بقلم - أسامة الرنتيسي
لا ينتهي سيل الشكاوى من قِبَل المواطنين ضِدَّ شركات التأمين والأطباء، وكأن الطرفين يمارسان بزنس على حساب المواطن الغلبان.
قبل عدة سنوات سرّبت شركة صناعة أدوية تقريرًا كاذبًا زعمت فيه أن 85 % من الأردنيين يعانون من نقصٍ فيتامين B 12.
على ذمة موسوعة ويكيبيديا؛ فإن نقص هذا الفيتامين يتسبب بـ 37 مرضًا تبدأ من تعب عام وضعف الذاكرة وشعور بفقدان طاقة الجسم، إلى أن يصل إلى السرطان.
في تلك السنة وما تبعها من سنوات راجت معظم تشخيصات الأطباء في الأردن بعد الفحوصات المخبرية لأي مريض أنّه يُعاني من نقص B12، ومعالجته بالإبر مرتفعة التكاليف.
بعدها بسنوات جاء الدور على نقص الحديد عند الأردنيين، وبعدها جاء التحذير من انتشار هشاشة العظام، خاصة عند الأردنيات، وبدأ أطباء في الأردن يروّجون لعلاجات لهذه الأمراض.
الآن وبشكل لافت للنظر والريبة، يتوسع الأطباء في تشخيص إصابة معظم الأردنيين عند المراجعة لأية علّة مرضية بالإصابة بالجرثومة الحلزونية (وعلى رأي جارتنا وعادل إمام ..الحلزونة يما الحلزونة)، وحسب طبيب أمراض كبد مشهور فإن أسباب الإصابة غير معروفة، وربما تكون قد تشكّلت في سنوات الطفولة.
لا أحد يراقب التقارير التي تنشرها شركات الأدوية وطريقة الترويج لمنتجاتها، ولا تراقب نقابة الأطباء الأساليب التي تنتهجها هذه الشركات في غواية الأطباء بكافة السبل للترويج لمنتجاتها.
وسؤال برسم الإجابة، هل تابعتْ يومًا وزارة الصحة ونقابة الأطباء طرق شراء ذمم بعض الأطباء من قِبَل شركات الأدوية، أقلّها السفريات التي لا تُعد ولا تُحصى لحضور مؤتمرات خارجية معظمها سياحية وليست علمية متخصصة؟!.
في تحقيق استقصائي نشره الموقع الأمريكي Propublica، المتخصص في إجراء الدراسات الاستقصائية، تفاصيل البيزنس الخفي بين الأطباء وشركات الأدوية وانعكاساته على وصف الأطباء للأدوية؟ وإلى أي مدى يؤثّر في صحة المرضى؟.
التحقيق كشف عن أن قيمة الهدايا التي حصل عليها الأطباء الأمريكان منذ عام 2013 وحتى عام 2015 بلغت 16.77 مليار دولار.
وكشف عن أن عدد الأطباء المتورطين في الحصول على الأموال والهدايا الدعائية بلغ 810 آلاف طبيب، وأكثر من 1700 مستشفى تعليمي، فيما بلغ عدد الشركات المُموِّلة للهدايا بمختلف أنواعها 1866 شركة، وبلغت قيمة الهدايا التي تحصَّلوا عليها 6.25 مليار دولار في عام 2013.
فهل تقرع نقابة الأطباء ووزارة الصحة الجرس في وجه هذه الشركات والأطباء ضعاف الضمائر وتحمي الأردنيين من جشع الطرفين؟!
الدايم الله…