بقلم - أسامة الرنتيسي
سنذهب يوم الثلاثاء مع مجلس النواب في جلسة برلمانية تأريخية عندما يفتح النواب تحت القبة لأول مرة ملف اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني.
طبعًا؛ أتمنى أن يُحقّق مجلس النواب انتصارًا تأريخيًا ويُلغي الاتفاقية، لكن حسب مُعطيات الحال لا أعتقد أننا جاهزون لخوض هكذا معارك فننتصر فيها.
تصعيد مجلس النواب على شجرة الاتفاقية خَطِرٌ جدًا، لأن الهبوط عن الشجرة أخطر، خاصةً إذا لم تتحقق النتيجة المرجُوّة وإستطاع النواب إلغاء الاتفاقية.
نعم “غاز العدو احتلال” وهو مسروق من غاز الشعب الفلسطيني المحتلة أرضه ومواردها، ومع هذا لا اتمنى أن يفتح اي موضوع له علاقة مع الكيان الصهيوني ونفشل في تحقيق نتائج مرجوّة، فعندما يرتفع صوت النواب بطرد السفير الإسرائيلي وتُصاغ المذكرات في ذلك، أشعر أن خطورتها أكثر عندما لا نستطيع تحقيق هذه الرغبة المرتبطة بوجدان الشعب الأردني الذي يتوق ألّا يرى علم دولة الاحتلال يرفرف في سماء عمّان.
بعد 24 عاما من اتفاقية وادي عربة، وبعد سنوات طوال من الاحتلال، والحفاظ على الهدوء على أطول جبهات المواجهة (450) كم، لا يزال العدو عدوًا، والأطماع الصهيونية لا تقف عند حدود.
أكثر ما يؤذي إسرائيل أردنيًا هو التهديد بمصير اتفاقية وادي عربة، إن كان تُجاه إلغائها وهذا هو الأقرب إلى وجدان الشعب الأردني، أو تجميدها، لأن قادة العدو الصهيوني يركّزون دائمًا على تخوّفهم من تعرض معاهدة السلام مع الأردن للخطر.
لكن؛ للأسف، يخرج علينا سياسيّونا متطوعين دائما بالقول: “إن إلغاء معاهدة السلام بين الأردن والصهاينة أمر ليس مطروحًا على بساط البحث”.
لم نسمع بعد أكثر من 24 عامًا على توقيع معاهدة وادي عربة، إسرائيليًا واحدا من الوزن السياسي الثقيل مدافعًا عن المعاهدة مثلما يفعل سياسيونا، وكأننا فعلًا الكاسبون من هذه المعاهدة لا إسرائيل، ونحن من ضَيّق خياراتنا بخيار واحد لا إسرائيل، وألّا مصلحة أردنية بإلغاء هذه المعاهدة أو تجميدها.
الإسرائيليون يلعبون سياستهم بمكر ودهاء، فلِمَ لا نلعب نحن أيضا بخبث أكثر منهم، وألّا نكشف عن أوراقنا دفعة واحدة؟
لِمَ لا نستغل الرفض الشعبي، ونحترم وجدان الشعب الأردني الرافض لهذه المعاهدة، ونمارس ضغطًا سياسيًا على قيادة إسرائيل المتغطرسة، على أمل أن يرتدعوا قليلًا عن ممارساتهم العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، والمقدسات التي تقع تحت السيادة الأردنية، ونلغي اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني.. هل نجرؤ على ذلك؟
لو صفعنا نتنياهو على خضم الانتخابات الاسرائيلية خلال الأسبوعين المقبلين بقرار إلغاء اتفاقية الغاز، فمن الممكن ان نقصم ظهره في الانتخابات، وهذا ما نتمنّاه وهذا ما ينسجم مع وجدان الشعب الأردني.
الدايم الله……