الزيادات والتمديد للنّواب يزيدان الأردنيين توهانًا

الزيادات والتمديد للنّواب يزيدان الأردنيين توهانًا

المغرب اليوم -

الزيادات والتمديد للنّواب يزيدان الأردنيين توهانًا

أسامة الرنتيسي
بقلم: أسامة الرنتيسي

اشتغلت برامج الحوارات في الفضائيات عدة أيام في الكشف عن أحجيات الزيادات التي أقرتها الحكومة في الحزمة الثالثة لما سمّته التحفيز الاقتصادي، ومع كثرة الطباخين في قضية الزيادة لا يعرف الموظف الأردني ماذا حصل من هذه الزيادة، لكنها فتحت شهوة القطاعات الأخرى والمتقاعدين وموظفي الفئة الثالثة إلى رفع أصواتهم للمطالبة بزيادات مماثلة.

تلمس أن  هناك تشنّجًا وخطابًا غير مسبوقٍ يتم تداوله في الشارع وفي الاحتجاجات وفي الحوارات مع الحكومة، وبين السياسيين والإعلاميين، حتى بات مصطلح تجاوز الخطوط الحمر السياسية والأخلاقية بسيطًا.

كل ما يجري في البلاد يقود الى حالة من التشاؤم لن تُحمد عواقبها.

وحدها الحكومة مبتسمة فقط، وترش على الموت سُكر، إن  تحدثت لا يعنيها ما يجري، وتتعامل ببرودة أعصاب وردات فعل لا تتناسب مع كل ما يجري، ولا تُبدي رغبة في التعامل مع الواقع المتحرك في البلاد، بعد أن تراكمت هذه المشكلات السياسية والاقتصادية والمعيشية جميعها، فمن الطبيعي ان نَمُرّ في مرحلة دفع الاستحقاقات المتأخرة لأصحابها، إن الاعتراف والإقرار بوجود أزمة في البلاد هما الخطوة الأولى نحو الحل الواقعي واستعادة التصالح بين المجتمع والدولة.

القضايا في معظمها في عهدة الحكومة، وهي التي تستطيع أن تحسم كثيرا من الجدل، حيث لا نملك ترف الوقت حتى تبقى مترددة مرتجفة.

في ملف الفساد؛ القضية الأكثر شعبية، فقد فُتح الباب، ولا وقت بعد الآن للطبطبة، او العودة الى الوراء، بعد أن  صُدِم المجتمع بكل هذا الفساد المعشعش منذ سنوات، في أكثر المراكز حساسية في الدولة، والشارع معه الحق كله في المطالبة بالكردي وفتح قضية سكن كريم وغيرها من العناوين التي فيها شبهات فساد.

لم تعد الشعارات العامة وحدها من جانب الحراكات الشعبية كافية للتعبير عن مطالب الحراك الشعبي المنظم منه وغير المنظم، كما لم تعد الوعود العامة وحدها من جانب الحكومة كافية لتلبية مطالب الناس.

نحتاج الى إجابات من قبل السلطات التنفيذية عن الأسئلة المتوالدة والقضايا الكبيرة التي يطالب الشعب بحلها، لأن الاعتماد على سياسة التسويف وتقطيع الوقت، لن يجلبا لنا سوى أزمات تلد أزمات.

كل ما يجري في البلاد، زاد من توهان الأردنيين الذين يصرون على ضرورة تغيير النهج، ليس بالضرورة أن يحمل قرار التغيير (ليس تغيير الحكومات وحده) معاني تغيير السياسات الرسمية القائمة التي أثقلت كاهل المواطن وربّما أفقدته رشده، وتبنّي سياسات إصلاحية جادّة على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية جميعها.

لم تجرِ أية جهة معنية برسم الاستراتيجيات في البلاد مراجعة شاملة في ضوء المستجدات التي فرضت ذاتها على حياتنا.

غياب هذا العامل أفقد الحكومة تحديدا القدرة على وضع استراتيجيات واضحة للتغيير في إطار منظومة متكاملة وآليات عمل محددة وواضحة، وظهر بوضوح ضعف المجسات التي تلتقط ردود فعل الشارع، لهذا نخرج من أزمة لندخل في أخرى.

ولأن النواب من أكثر التائهين يروّجون الآن معزوفة التمديد لمجلس النواب وهذا ليس مطروحا نهائيا بل المطروح فكرة الحل وانتخابات قريبة.

الدايم الله….

 

قد يهمك ايضا
أرقام مفزعة عن العمل والبطالة وتعطيل الاستثمار..
تقرير ديوان المحاسبة.. حُط في الخُرج!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزيادات والتمديد للنّواب يزيدان الأردنيين توهانًا الزيادات والتمديد للنّواب يزيدان الأردنيين توهانًا



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 18:14 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 18:15 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيونسيه تسحر الحضور بـ"ذيل الحصان" وفستان رائع

GMT 22:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

جمارك "باب مليلية" تحبط عشر عمليات لتهريب السلع

GMT 02:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

أصغر لاجئة في "الزعتري" تجذب أنظار العالم لقسوة معيشته

GMT 01:31 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مريهان حسين تنتظر عرض "السبع بنات" و"الأب الروحي"

GMT 02:54 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر سعيدة بالتمثيل أمام الزعيم عادل إمام

GMT 18:21 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة فوز الوداد.. الرياضة ليست منتجة للفرح فقط

GMT 01:10 2016 الأحد ,10 تموز / يوليو

الألم أسفل البطن أشهر علامات التبويض

GMT 12:16 2014 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عروض الأفلام القصيرة والسينمائية تتهاوى على بركان الغلا

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 13:57 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"الفتاة في القطار" تتصدر قائمة نيويورك تايمز

GMT 04:56 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مستحدثة لديكور غرف نوم بدرجات اللون الرمادي
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya