بقلم ـ جهاد الخازن
أفضل خبر سعودي في الأيام الأخيرة كان السماح للمرأة بقيادة السيارة بعد منع عمره عقود. أشكر الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي عرفته العمر كله عادلاً معتدلاً وهوايته الصحافة، كما أشكر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
كانت نساء سعوديات حاولن كسر الحظر على قيادة السيارة. المرأة السعودية العصرية مثقفة ومنتجة، وعندي دليل بالأرقام على تفوقها، ففي كل سنة تصدر في حزيران (يونيو) نتائج الامتحانات ودائماً البنات ستة من عشرة أو سبعة من عشرة أو تسعة من عشرة بين المتفوقين والمتفوقات. البنات عندهن وقت أكثر للدراسة بسبب القيود العائلية والمجتمعية، لكن النتائج تظهر أنهن جزء من الوطن يُفتَخَر به.
كلامي السابق وترحيب غالبية من السعوديين بقيادة نسائهم السيارة وجدا معارضة، وكان هناك رجل معروف بتشدد مواقفه زعم أن للمرأة نصف عقل الرجل وإذا ساقت سيارة أو ذهبت للتسوق يتقلص عقلها إلى الربع أو أقل. هو عوقب، وكنت أتمنى لأمثاله عقاباً أقسى يردع التطرف.
النساء السعوديات متفوقات ولا جدال ونتائج الامتحانات في المدارس تحسم الموضوع.
الأخبار من السعودية أو عنها ليست كلها من نوع واحد، فقد قرأت عن استطلاع بريطاني للرأي العام أظهر أن 61 في المئة من الذين ردوا على الأسئلة قالوا إنهم يعارضون بيع بريطانيا السلاح للمملكة العربية السعودية.
كتبت في السابق وأكرر اليوم أن السلاح موجود للبيع في بلدان عدة حول العالم. والسلاح البريطاني ليس الأفضل حتماً، فبريطانيا ستخسر إذا أوقفت بيع السلاح للسعودية، والصين أو روسيا أو بعض الدول الأوروبية ستكسب ببيع السلاح إلى بلد لا يحتل بلداً آخر كإسرائيل، ولا يموّله الكونغرس الأميركي «على عماها» ليقتل أطفال الفلسطينيين مع البالغين ويزيد ما يقدم له من أموال الضرائب التي يدفعها الموظف الأميركي أو صاحب العمل.
ثم هناك خبر لي علاقة شخصية به فقد عرفت جمال خاشقجي على امتداد عقود، ووجدت أنه حتماً من الإخوان المسلمين وصحافي جيد في الوقت نفسه إذ قرأت له مقالاً في «واشنطن بوست»، ترجم إلى العربية، يتحدث عن «القمع».
كنت سأصدق هذا الكلام لو أن الكاتب غير جمال خاشقجي فهو يعبّر عن ميله إلى الإخوان المسلمين الذين تصنّفهم السعودية جماعة إرهابية، ولا يعبّر عن الحقيقة في بلد يملك من الموارد ما يضمن مستقبل الشعب لعقود مقبلة.
جماعة مراقبة حقوق الإنسان، وهي أميركية، تزعم أن السعودية تضطهد الأقليات، لكنها لا تقول أبداً إن إرهابيين خرجوا من وسط هذه الأقليات واعتدوا على مؤسسات الدولة وقتلوا رجال شرطة وغيرهم.
وأختتم بخبر طيب فالملك سلمان بن عبدالعزيز سيزور روسيا الشهر المقبل، ويجري محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين لرفع مستوى العلاقات بين البلدين.
البلدان يتعاونان في مجال النفط حيث تقود السعودية منظمة «أوبك» لأنها الأكثر إنتاجاً مع احتياطي هائل، وروسيا تتعاون مع السعودية في المجال النفطي. وقد لاحظت أن روسيا خففت تأييدها قطر في خلافها مع دول عربية تتهمها بتأييد الإرهاب. أزعم أن تحسين العلاقات السعودية مع روسيا سببه الأهم رئاسة دونالد ترامب مع تقلبه وتطرفه وأهوائه. هذا موضوع لا بد أن أعود إليه في المستقبل.