بقلم : سليمان جودة
ماذا قدمت منظمة الصحة العالمية للناس فى زمن الوباء، وبأى شىء بادرت فى هذه الأيام الخانقة التى يعيشها العالم مع فيروس كورونا؟!هذه المنظمة هى إحدى المنظمات المتفرعة عن منظمة الأمم المتحدة، وهى فى مجالها المتعلق بقضية الصحة عالمياً، تتوازى مع منظمات مختلفة فى مجالات مغايرة، مثل منظمة التربية والعلوم والثقافة الشهيرة باليونسكو فى باريس، أو منظمة الأغذية والزراعة الشهيرة بالفاو فى روما، أو منظمة الطاقة النووية فى ڤيينا، أو غيرها فى عواصم أخرى حول العالم!
ولأن هذا هو موقعها المهم كمنظمة معنية بالصحة دولياً، ولأن هذه هى أدواتها المتوفرة لها من إمكانات المنظمة الأم فى نيويورك، كان الأمل أن يجد الناس عندها ما لا يجدونه لدى أى منظمة سواها، وكان الأمل أيضاً أن تذيع هى علينا ما لا نعثر عليه من معلومات عند غيرها من المنظمات!
ولكن شيئاً من هذا لم يحدث من جانبها، وبدت فى مقرها فى مدينة جنيڤ السويسرية، أعجز من أن تجيب عن أى سؤال، وأضعف من أن تضع فى أيدينا معلومة مفيدة عن ڤيروس أثار حيرة الدنيا ولا يزال يثيرها!
وأستطيع القول بأنها خدعت العالم فى بدايات ظهور الڤيروس، ليس لأنها تواطأت مع الصين وأخفت نبأ أول إصابة فى مدينة ووهان الصينية.. فهذه معركة بينها وبين الرئيس الأمريكى دونالد ترمب لم تكتمل فصولها بعد، وسوف تكون لها فصول ممتدة سنتابعها فى حينها. وقد ذكر بيتر نافارو المستشار التجارى فى البيت الأبيض، صباح أمس، أن الصين نشرت كورونا عمداً، وأن ذلك تم خلف درع منظمة الصحة العالمية!!.. ولكن خداعها الذى أقصده أنها قالت صراحةً فى مرحلة مبكرة من مراحل ظهور كورونا وتطوره، أنه لا يرقى إلى أن يمثل وباءً عالمياً تحترس منه الدول!
ما قالته بهذا الشأن يمكن استدعاؤه بسهولة، ولا بد أن يحين وقت يحدث فيه ذلك، لعله يكون موضع تحقيق دولى يضع الأمور فى مكانها الصحيح!.. والسؤال هو: هل ما جاء على لسانها بهذا الصدد كان مقصوداً؟!.. وهل كان القصد أن تسترخى الدول فى مواجهة الوباء، وأن تغفل عنه حتى يتسلل وينتشر؟!
هذا سؤال بغير جواب.. وجوابه لن يأتى من عندها طبعاً، ولكنه سيأتى من جهة محايدة تبحث عن الحقيقة فى ملف إغلاق العالم بهذه الصورة غير المسبوقة.. جهة توفقها السماء العادلة فى طريق الثأر للبشر الذين دفعوا الثمن الباهظ، ولا يزالون يدفعون على مستويات الحياه كلها!