العالم المتبقى بعد «كورونا»

العالم المتبقى بعد «كورونا»

المغرب اليوم -

العالم المتبقى بعد «كورونا»

أمينة خيري
بقلم : آمينة خيري

بينما فى منطقتنا من يتظاهر ضد كورونا فى مسيرات حاشدة، ويغزو الشواطئ لتمضية أوقات الحظر، هناك ما يستحق المشاهدة والمتابعة حول الكوكب. والمسألة هنا لا تتعلق بأن «كورونا» كانت غضباً من الله، أم ابتلاء لهم، أم أنها جند من جنود الله، وهنا لدينا من الجماعات والمجموعات القادرة على تكوين فريقين: الأول ينتهج مبدأ حرمانية مصارعة ومقاومة جند من جنود الله، ومن ثم فلندع الفيروس يقول كلمته ويفرض سطوته، والآخر يمشى فى ركاب أن المقصود هو أن الفيروس جند من جنود الله غايته دفع المؤمنين إلى التفرغ للدعاء والتضرع لرفع البلاء.

وإلى أن نحسم نحن هنا مواقفنا تلك، فإن هناك ما ومن يجرى خلف أبواب بعضها مغلق والبعض الآخر موارب. دعك من عدم جاهزية دول كبرى لمواجهة فيروس، أو عدم توافر كمامات وقفازات للطواقم الطبية فى أنظمة صحية كنا نظنها عبقرية. دعك أيضاً مما نتحدث فيه أثناء ساعات الحظر حيث الأعمال الخيرية التى يقوم بها شباب هنا وهناك، أو سخريات الفيروس الذى لا يجد لنفسه موطئاً لقدم فى مترو الأنفاق.

هناك مطحنة مكتومة دائرة رحاها حيث النظم الاقتصادية العظمى يعاد ترتيبها. الكعكة يعاد تقسيم قضماتها. الصين، أمريكا، اليابان، الاتحاد الأوروبى، روسيا وغيرها من الأنظمة الاقتصادية الكبرى تحاول إما الخروج من الأزمة بأقل أضرار ممكنة، أو تحول الأزمة إلى فائدة عبر سبل غير معلنة والمؤكد أنها غير تقليدية.

فى الوقت نفسه، هناك أنظمة أخرى قد تدهش الجميع وتبدأ خطواتها على طريق «الكبار» بعد الأزمة. مؤسسة «برايس ووتر هاوس كوبرز» للخدمات المهنية الدولية أصدرت قبل أيام تقريراً عنوانه «العالم فى عام 2050»، ووضعت فيه دولاً مثل نيجيريا والهند والبرازيل والمكسيك على قائمة اقتصادات العالم المتوقع تجاوزها اقتصاد دولة مثل الولايات المتحدة. صحيح أن التوقع يتعلق بعام 2050، لكن علينا أن نتذكر أن الدول العظمى اليوم لم تكتسب عظمتها بين ليلة وضحاها.

لكن بين ليلة وضحاها، شهدت جودة هواء العالم تحسناً ملحوظاً. مستويات التلوث فى أغلب دول العالم، لا سيما تلك التى تشهد حجراً أو حظراً أو إغلاقاً، انخفضت بشكل مذهل. تراجع نشاط المصانع واستخدام المركبات وغيرهما من مسببات التلوث حسنت جودة الهواء فى أيام معدودة فيما يبدو كالمعجزة. صحيح أن الخراب الصناعى أو الإنتاجى ليس الحل الأمثل لمشكلات البيئة، لكن الوضع البيئى المزرى الذى وصلت إليه دول العالم فى زمن ما قبل «كورونا» ومقاومة دول عظمى عدة لأخذ إجراءات لتحسينه تم قلبه رأساً على عقب.

وعقب بدء الأزمة، بدأت أسئلة شعبية تتصاعد فى دول عدة حول العالم إن كانت أنظمتها السياسية هى الأنسب أم أن الفيروس كشف عواراً يتطلب إعادة النظر فى شكل العالم المتبقى بعد «كورونا».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم المتبقى بعد «كورونا» العالم المتبقى بعد «كورونا»



GMT 07:06 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

الحانوتى!

GMT 07:05 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

صالح «كورونا» العام

GMT 07:03 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

رؤساء العالم معاً ضد كورونا

GMT 07:01 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

السلطويّة والفاشيّة على رأس الاحتمالات... للأسف!

GMT 07:00 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

حمدوك فى القاهرة!

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 18:14 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 18:15 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيونسيه تسحر الحضور بـ"ذيل الحصان" وفستان رائع

GMT 22:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

جمارك "باب مليلية" تحبط عشر عمليات لتهريب السلع

GMT 02:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

أصغر لاجئة في "الزعتري" تجذب أنظار العالم لقسوة معيشته

GMT 01:31 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مريهان حسين تنتظر عرض "السبع بنات" و"الأب الروحي"

GMT 02:54 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر سعيدة بالتمثيل أمام الزعيم عادل إمام

GMT 18:21 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة فوز الوداد.. الرياضة ليست منتجة للفرح فقط

GMT 01:10 2016 الأحد ,10 تموز / يوليو

الألم أسفل البطن أشهر علامات التبويض

GMT 12:16 2014 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عروض الأفلام القصيرة والسينمائية تتهاوى على بركان الغلا

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 13:57 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"الفتاة في القطار" تتصدر قائمة نيويورك تايمز

GMT 04:56 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مستحدثة لديكور غرف نوم بدرجات اللون الرمادي
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya