عم سامح الضلالى

عم سامح الضلالى

المغرب اليوم -

عم سامح الضلالى

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

ما هذه الخلطة الرائعة؟ وكيف تمكن فريق العمل من إخراج وتأليف وتمثيل ومكياج وملابس وتصوير من الإبداع فى تقديم هذه الكوكبة الفريدة من النصابين والنصابات المحببين إلى قلوبنا فى «بـ 100 وش»؟ هذه التركيبة التى تبدو متناقضة هى واقع نعيش فيه ويعيش معنا. صحيح أن هذا الواقع المعاش لا يصل بالضرورة إلى درجة النصب الصريح والاحتيال المباشر، لكنه يعكس واقعنا المعاش.

ولنأخذ «عم سامح الضلالى»، الذى أبدع فى القيام بدوره الفنان محمد عبدالعظيم نموذجاً. موظف مرتشٍ ومزور، وفى الوقت نفسه لا يتوانى عن الدعاء ليوفقه الله سبحانه وتعالى فيما يقترفه من ذنوب وخطايا. فى وقت اللزوم وتحت وطأة الجشع حيث الإمعان فى النصب على زميلته فى العصابة، يتحول من مرتشٍ ومزور إلى بلطجى. ولأن «القوى له من هو أقوى منه»، يتحول إلى قطة كاوتش حيث يجد نفسه وحيداً ضعيفاً أمام بلطجية أقوى منه يقودهم زميله فى العصابة «فتحى» الذى يأكل مال النبى. ورغم هذا الاعتداء الغاشم، إلا أنه أمام أول تلويح باحتمال عملية نصب جديدة يتعاون فيها مع «فتحى» يتغاضى عن «سوء الفهم البسيط» ويحتضنه لأن «مصارين البطن بتتعارك».

أشكال الضلال المختلفة التى يقدمها لنا «بـ100 وش» أقرب إلينا مما نتخيل. وتكفى هذه الكوكبة من الشخصيات «الملتزمة» التى قدمتها العصابة فى عملية النصب على العرسان. هذه الخلطة الرهيبة التى نعرفها جميعاً والتى تعد الرحيق المضمون الذى يجذب العريس فى زمن التدين الفطرى الجميل أبلغ من مائة رسالة مباشرة ووعظة موجهة. «الخاطبة» أم معاذ «الملتزمة» شكلاً وكلاماً، وابنها معاذ الملتحى وصاحب الزبيبة المحفورة على جبينه وأسرة العروس «المضمونة» من حيث الأخلاق والالتزام حيث الأب والعم والابن ملتحون، وزوجة الابن منقبة جميعهم يطمئن قلب العريس بأن العروس تأتى ومعها شهادة ضمان مختومة بختم الأيزو. لكن هذا المشهد الملتزم جداً ليس إلا واجهة لعملية نصب جديدة تعرى أدوات نصب صارت ذائعة الصيت فى مجتمعنا. بالطبع الرسالة ليست ربط النصب والاحتيال بمظاهر التدين المظهرى الحديث، ولكنها تسلط الضوء على ضرورة الخروج من ربط المظهر وأدوات إشهار التدين من حيث الملابس وطريقة الكلام بالأخلاق. وهى أيضاً دعوة لإعادة التفكر فى مفهوم النصب والاحتيال. فالصورة الذهنية للنصاب حبسته فى أشكال كلاسيكية محدودة. لكن «عم سامح الضلالى» وأم معاذ ومعاذ والعصابة المحببة إلى نفوسنا ضربوا الصورة الذهنية للنصاب فى مقتل، وساعدونا على أن نفتح أعيينا ونرى واقع النصب المنتعش المتغير حولنا. فى حياة كل منا «عم سامح» و«أم معاذ» و«معاذ». وغالباً نعرف تماماً أنهم نصابون ومحتالون بدرجات النصب المختلفة بدءاً بالمغالاة فى الأسعار، مروراً بالتجارة بـ«قال الله» و«قال الرسول»، وانتهاء بالاستيلاء على أراضى وميراث وممتلكات الغير بأوراق رسمية مزورة وافتراضات حسن النية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عم سامح الضلالى عم سامح الضلالى



GMT 14:23 2020 الأحد ,05 تموز / يوليو

بعض شعر العرب - ٢

GMT 08:03 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

وعادت الحياة «الجديدة»

GMT 07:58 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي

GMT 07:54 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

لى هامش رحلة د. أبوالغار

GMT 07:51 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

«28 مليون قطعة سلاح»

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 10:10 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

نصائح وأسرار مهمة في "إتيكيت" استقبال الضيوف

GMT 10:29 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

"Tetra" فندق فاخر مستوحى من فيلم "حرب النجوم"

GMT 19:19 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

صخر عرب يطلق كتابه الجديد "أوراق كاتب عدل"

GMT 07:43 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إليكِ طرق ذكية لديكور حديقة المنزل باستخدام الأخشاب

GMT 13:16 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

تمتعي بقضاء عطلة ملكية في فندق "قصر الشرق"

GMT 03:52 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

آلية ضخمة" لرصف الطرق تودي بحياة سائقها"

GMT 08:02 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

"الكورديز Cordies" أحدث صيحات الاكسسوارات في 2018

GMT 08:59 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

مطعم على هيئة "سيارات كلاسيكية"في تايوان
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya