كيف نتصدى لإيران في الخليج

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

المغرب اليوم -

كيف نتصدى لإيران في الخليج

بقلم : عبد الرحمن الراشد

خياراتنا محدودة أمام هجمات إيران التي استهدفت، في أقل من شهر، ست ناقلات نفط ومنتجاته. تعمدت تفجير سفن مقبلة من موانئ سعودية وإماراتية من خلال جمع المعلومات والتجسس على حركة الملاحة. هل الحل في شن حرب شاملة على إيران، أو الهجوم على أهداف منتقاة، مثل مرافق إيرانية مهمة، أو رفع مستوى الحماية ضد أي هجمات جديدة؟
الخيار الثالث هو الأرجح في المرحلة الأولى المقبلة، وأتوقع أننا سنعود لسيناريو ناقلات النفط الكويتية إبان الحرب العراقية - الإيرانية، فنحن نعيش أجواء خطيرة مماثلة لما عرفتها مياه الخليج والمنطقة إبان تلك الفترة؛ فإيران أرادت الردّ على هجمات العراق على مرافقها النفطية باستهداف الكويت، وتحديداً ناقلاتها النفطية. بعد فشل الوساطات، لجأت الكويت إلى الرئيس الأميركي، حينها، رونالد ريغان، الذي وافق على منح الحماية، وانخرطت واشنطن في عملية عسكرية كبيرة ضد نشاطات إيران الملاحية في مياه الخليج. ولأن القانون الأميركي يمنع قيام القوات الأميركية بحماية سفن أجنبية، جرت إعادة تسجيل السفن الكويتية ورفع العلم الأميركي عليها. بين عامي 1987 و1988، حيث كانت الناقلات الكويتية تبحر بمرافقة القوات البحرية الأميركية، دارت معارك في تلك المنطقة، أغرقت فيها قوارب إيرانية ونفذت عمليات سرية في عرض البحر ضد مواقع إيرانية تولت مهام زرع الألغام البحرية، ووصل التوتر إلى مرحلة أن أسقطت خطأ طائرة إيرانية مدنية فوق مياه الخليج، عندما أطلقت البحرية الأميركية صاروخاً أصاب الطائرة وقتل ركابها المائتين والتسعين. انتهت حرب الثماني سنوات سريعاً بعدها.
ما علاقة تلك الحرب بهذه الأزمة؟ تكاد تكون مطابقة في ظروفها؛ ها هو نظام طهران قد بدأ موسم صيد ناقلات النفط ولن يتوقف، غير عابئ بما سيحدثه عمله من كوارث بيئية في مياه الخليج بالنفط المسرب، وتسميم مدن السواحل بالبتروكيماويات من السفن المضروبة، ورفع أسعار النفط عالمياً، فهو يريد أن يضطر الرئيس الأميركي للتراجع، وإنهاء الحصار الاقتصادي. وبالتالي، ليس هناك ما يدعو للشك في أن إيران خلف الهجمات، ولها دوافع واضحة وتنسجم مع تهديداتها المتكررة صراحة على لسان مسؤوليها باستهداف الملاحة في مياه الخليج.
وإيران لن تكتفي بضرب بضع ناقلات أخرى لاحقاً، حتى الآن أصابت ستاً. والأرجح أنها ستتجرأ على ما هو أبعد من ذلك، باستهداف مرافق بحرية ثابتة، كما فعلت إبان حرب الثمانينات، حتى تدفع بالأمور نحو المواجهة أو التنازل لمطالبها.
في مواجهتها، الخيار الثالث هو الأقرب للاحتمال، أي تحاشي الحرب العسكرية الشاملة التي لا تريدها دول الخليج ولا حتى الولايات المتحدة؛ فهذه الدول تجد في العقوبات الاقتصادية سلاحاً مريحاً لها. إيران تنزف مالياً واقتصادياً كل يوم، وستصل إلى مرحلة من الضعف، وحتى الانهيار، لو استمرت هكذا لفترة من الزمن، لكنها تعرف ذلك وتريد فرض واقع مختلف. وهنا، بسبب التصعيد، قد تلجأ الدول المستهدفة، تحديداً السعودية والإمارات، إلى خيار الثمانينات؛ ببناء قوة دولية بحرية في الخليج تتعقب القوارب الإيرانية المكلفة التلغيم، ومواجهتها وملاحقتها. قد تتطلب خطوات كهذه موافقة مجلس الأمن، وستجد تأييداً من الجميع، ربما باستثناء روسيا التي غالباً ستقبل وفق صيغة مناسبة. الحراسة الأمنية المرافقة للسفن موجودة في البحر الأحمر ضد القراصنة، وإن كانت نشاطات الدول فردية.
ستجد الدول المستهدفة نفسها مضطرة لمواجهة الاعتداءات الإيرانية مباشرة، في حال فشلت الرسائل التحذيرية، مثل تزايد القوة البحرية الأميركية في مياه الخليج. ولا أحد هنا يريد بلوغ هذه النقطة، إنما يبدو أننا نتعامل مع طهران مختلفة، التي ينشط فيها جنرالات مثل قاسم سليماني، وتغيب عنها زعامات سياسية قوية وعاقلة نسبياً آنذاك، مثل الراحل هاشمي رفسنجاني الذي يصر أقاربه على أنه قُتِل غيلة، ولم يمت ميتة طبيعية، في ظل التصارع على النفوذ داخل أروقة النظام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نتصدى لإيران في الخليج كيف نتصدى لإيران في الخليج



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 21:05 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الجهاز الفني للأحمر يُوافق على طلب وليد أزارو

GMT 22:26 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

ريتا حرب تؤكد أن تجربتها مع الجمهور المصري مرعبة

GMT 10:45 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

درس علمي بتعاوني الملحاء والمخلاف الثلاثاء

GMT 05:04 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

مهرجان "ضيافة" يعلن شروط الترشح لجائزة أفضل مدوّن في دبي"

GMT 16:36 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

العجز المالي لمولودية وجدة يبلغ 700 مليون سنتيم

GMT 02:43 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

حسن الرداد في ضيافة "أبلة فاهيتا" في "الدوبلكس"

GMT 02:50 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي السبت

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة

GMT 03:44 2016 الخميس ,04 شباط / فبراير

علاج الدوالي في 4 أطعمة

GMT 00:42 2016 الثلاثاء ,12 تموز / يوليو

اكتشفي أسباب عدم بكاء الطفل حديث الولادة

GMT 00:58 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قيمة لاعبي منتخب المغرب نحو 100 مليون أورو
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya