هل ستحارب تركيا في ليبيا

هل ستحارب تركيا في ليبيا؟

المغرب اليوم -

هل ستحارب تركيا في ليبيا

عبد الرحمن الراشد
بقلم: عبد الرحمن الراشد

في طرابلس ليبيا، في الجمهورية المفككة، وبقلق شديد، يعترف رئيس حكومة الوفاق هناك بأن العاصمة قد تسقط في أيدي خصومه. ماذا تفعل الحكومة التركية؟ تفرض عليه أن يوقع اتفاقية يعترف فيها بما تعتبره تركيا حدودها البحرية في وسط البحر الأبيض المتوسط! كيف توقع حكومة طرابلس على حدود في وسط البحر وهي لا تسيطر إلا على أقل من عشرين في المائة من اليابسة في ليبيا؟

التوقيع جلب لـ«الوفاق» المزيد من العداوات مع الأوروبيين. ورداً عليهم تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأنه سيرسل لـ«الوفاق» قوات تركية للقتال إلى جانبهم، لكن لا أحد يصدق وعوده. حتى وزير خارجية تركيا سارع للتنصل قائلاً: لا نستطيع، لأن هناك حظراً دولياً على التدخل عسكرياً، ولن نرسل أسلحة، سنرسل فقط مدربين.

الأرجح أن يكرر إردوغان مع حلفائه الليبيين ما سبق وفعله مع حلفائه السوريين، أن يسهل انتقال المزيد من المتطرفين المسلحين الهاربين من سوريا إلى ليبيا. خياره الثاني أن يعقد صفقة مع الروس، ويفعل ما فعله مع السوريين، عندما أجبرهم على التوقف عن القتال وفاوض على حسابهم.

سمعة إردوغان في الوحل، عند معظم العرب لا السوريين فقط، فهو على مدى ثماني سنوات من الحرب والمظالم والمذابح في سوريا لم يرسل جندياً واحداً لمساعدة الشعب السوري رغم وعوده. فلماذا يصدقه أحد أنه سيرسل قواته بالسفن للقتال في ليبيا؟
وفي ليبيا الوضع حرج. فالقتال بين الليبيين كان، ولا يزال، بين فريق يمثله الجيش الوطني والبرلمان ويحكم مساحات أوسع، وفريق حكومة الوفاق، وهي الآن محاصرة في طرابلس. الحرب ليست بين الليبيين وحدهم، بل يشاركهم فرقاء إقليميون ودوليون.

والروس آخر الملتحقين، وتدخلهم، على سلبياته، قد يحسم الحرب أخيراً بعد صراع هو الأطول في تاريخ شمال أفريقيا. ففي الأسابيع الماضية اصطف الروس مع الفريق الليبي المنتصر، الجيش بقيادة الجنرال حفتر، ومعه تمكنوا سريعاً من تدمير القدرات الجوية عند «الوفاق»، بما فيها طائرات الدرونز التركية، كما أسقطوا درونز أخرى للأميركيين.

أما واشنطن فقد تبنت موقفاً متذبذباً، تنتظر من ينتصر أخيراً. فحافظت على علاقة مع الجانبين؛ حيث تصدر وزارة الخارجية الأميركية بيانات تساند حكومة السراج في طرابلس، وفي نفس اليوم يتصل الرئيس الأميركي بالجنرال حفتر يؤكد له دعمه ضد المتطرفين! إنما لم يعد هذا الوضع قابلاً للاستمرار، فتوازن القوة سبب في استمرار الحرب الأهلية.

هل ينهي الروس الوضع المعلق ويدخل الجيش الوطني العاصمة مظفراً ويقول العالم وداعاً لثماني سنوات من الاقتتال العبثي؟ ممكن جداً، في حال خسرت ميليشيات طرابلس والجماعات المتطرفة المسلحة المتحالفة معها. ولا يستبعد أن يقدم الأتراك على الرصاصة الأخيرة، وهي نقل آلاف المقاتلين الإسلاميين المتطرفين الفارين إلى تركيا نتيجة الاتفاق التركي الروسي في سوريا للقتال في ليبيا، وذلك لأنه من المستبعد أن يرسل إردوغان قواته التركية للقتال في ليبيا.

 

قد يهمك ايضا
العراق في خطر شديد
نَفَسٌ تحرري في الثورات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستحارب تركيا في ليبيا هل ستحارب تركيا في ليبيا



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:14 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 18:15 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيونسيه تسحر الحضور بـ"ذيل الحصان" وفستان رائع

GMT 22:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

جمارك "باب مليلية" تحبط عشر عمليات لتهريب السلع

GMT 02:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

أصغر لاجئة في "الزعتري" تجذب أنظار العالم لقسوة معيشته

GMT 01:31 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مريهان حسين تنتظر عرض "السبع بنات" و"الأب الروحي"

GMT 02:54 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر سعيدة بالتمثيل أمام الزعيم عادل إمام

GMT 18:21 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة فوز الوداد.. الرياضة ليست منتجة للفرح فقط

GMT 01:10 2016 الأحد ,10 تموز / يوليو

الألم أسفل البطن أشهر علامات التبويض

GMT 12:16 2014 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عروض الأفلام القصيرة والسينمائية تتهاوى على بركان الغلا

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya