الانقلاب المقلوب في تركيا

الانقلاب المقلوب في تركيا

المغرب اليوم -

الانقلاب المقلوب في تركيا

بقلم : طلال سلمان

من الصعب التعامل مع الرواية الرسمية لمشروع الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا على أنها، بالتفاصيل المنقولة على الهواء مباشرة، تقدم حقيقة ما جرى ليل الجمعة ـ السبت مستهدفاً نظام الاخوان المسلمين فيها بقيادة الرئيس رجب الطيب اردوغان، لعله أكثر الانقلابات علانية في التاريخ، لذلك فإن إفشاله لم يتطلب أكثر من ظهور «الرئيس» يتحدث على الهاتف فيأمر وينهى ويحرك الجماهير للنزول إلى الشارع والبقاء فيه، حتى إشعار آخر... ثم يتم تنفيذ الأمر واعتقال المئات بل الآلاف من الضباط والقضاة والجنود، مع تأكيد الاتهام بالتآمر على المعارِض المنفي إلى الولايات المتحدة فتح الله غولن، والتعهد باجتثاث المتآمرين عن بكرة أبيهم.

إنه انقلاب غريب بتوقيت تنفيذه (الساعة 9.30 ليلاً) وبينما جماهير الساهرين تملأ الشوارع، ولا تردعها الدبابات، بل إنها في لحظة محددة تستولي على الدبابات وتعتقل ـ وهي عزلاء ـ طابوراً من قادتها وعسكرهم.

ثم إنه انقلاب بلا قادة معروفين من العسكر أو السياسيين، اللهم إلا خصوم الحكم القائم.

ما علينا... لنلتفت إلى ردود الفعل في دنيانا العربية فهي قد تكشف ما خفي من أغراض الإفشال العلني لهذا الانقلاب تحت الضوء: لقد سهرت العواصم الملكية العربية، التي يُفترَض إنها تعارض ـ بالقمع ـ حركة الاخوان المسلمين، حتى اطمأنت إلى سلامة النظام الاخواني في أنقرة، فأمطرته ببرقيات التأييد وتصريحات الدعم المفتوح، على أن يباشر قادتهم زحفهم لتهنئة البطل الذي يريد رئاسته مفتوحة زمنياً، كما الملوك.

ولقد تجاوز قادة هذه الأنظمة الملكية حقيقة أن الحكم في تركيا «اخواني» ودفعتهم الغيرة معززة بالحرص عليه إلى تجاوز الموقف الأميركي ذاته... وبالغت أجهزة إعلامهم في تعظيم شأن هذا النظام وديموقراطيته، متجاوزة واقع الأنظمة الناطقة باسمها والتي لا تستسيغ تعابير مستوردة كالديموقراطية، مثلاً، ولعبة الاستفتاءات التي يتقنها اردوغان، وكذلك التعديلات الدستورية التي أطاحت، حتى هذه اللحظة، رئيسين كانا من أقرب أعوانه، تمهيداً لأن يصير «الملك»...

الأخطر أن هذه الأنظمة قد قفزت عن واقع أن هذا النظام هو الذي سهل لتنظيم «داعش» الإرهابي «عبوره» من الأرض التركية وبتسهيلات من نظامها إلى الأرض العربية (سوريا والعراق أساساً ومن بعدهما إلى السعودية وأقطار الخليج وصولاً إلى اليمن...).

لقد أثبتت الوقائع أن الانقلابيين «هواة»، أو أنهم استُدرِجوا قبل التوقيت الصحيح لتنفيذ خطتهم، فإذا «الانقلاب» بلا عسكر ولا سياسيين معروفة أدوارهم، في حين أن خطة القضاء على الانقلاب جاهزة وتم تنفيذها بدقة لافتة (بدأ تحرك الجيش في التاسعة والنصف ليلاً بينما الخطة كما أعلن عنها، يفترض تنفيذها عند السادسة صباحاً... وبين «الوثائق» التي كشفت عنها أنقرة أن اردوغان قد غادر فندقه في المصيف قبل نصف ساعة من وصول الانقلابيين إليه بالحوامات).

أطرف الظواهر لبنانياً أن بعض البلدات والجهات قد رفعت لافتات التأييد معززة بالصور للبطل اردوغان...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانقلاب المقلوب في تركيا الانقلاب المقلوب في تركيا



GMT 09:30 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

كيف الخلاص من .. الشيكل ؟

GMT 03:30 2017 الإثنين ,10 تموز / يوليو

عن العرب المحاصرين بحرب النفط والغاز

GMT 05:25 2017 الخميس ,08 حزيران / يونيو

هكذا ولدت

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 11:52 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الملك محمد السادس يصل إلى فاس في زيارة خاصة

GMT 00:46 2015 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الدكتور سعيد حساسين ينصح باعتماد مستحضرات التجميل الطبيعية

GMT 01:55 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا عبد الرحمن تستخدم الفوم الملون في إكسسوارتها

GMT 20:40 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

"كسي خوك" تدخل الفرحة على تلاميذ جماعة شقران في الحسيمة

GMT 05:29 2015 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

جينفر لورانس تلفت الأنظار بثوب أبيض أنيق
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya