حوارات موسكو والحاجة لـ «أستانـا 2» فـلسطينـي

حوارات موسكو والحاجة لـ «أستانـا 2» فـلسطينـي

المغرب اليوم -

حوارات موسكو والحاجة لـ «أستانـا 2» فـلسطينـي

بقلم : عريب الرنتاوي

لا سبب جدياً واحداً يدعو للاعتقاد بأن موسكو ستنجح حيث أخفقت القاهرة (ومن قبلها الدوحة ومكة وصنعاء) في إنجاز مصالحة فلسطينية داخلية ... موسكو تحتفظ بعلاقات وطيدة مع السلطة والمنظمة، وتقيم تواصلاً مستداماً مع حركة حماس، ولديها روابط على مستوى أقل مع فصائل فلسطينية أخرى، بيد أنها لا تتوفر على ما يكفي من النفوذ على أي من هذه الأطراف، لإقناعها أو الضغط عليها، لتجاوز انقساماتها والاستجابة لنداءات العقل والمنطقة والحكمة والضمير، وتقديمها على المصالح الفئوية والحسابات الصغيرة.
لكن موسكو، ومن موقع الإدراك العميق، بأن العملية السياسية، أية عملية سياسية، لن تبصر النور، ولن تتوج بنهايات سعيدة إن هي انطلقت، في ظل تفشي حالة الانقسام واصطراع الشرعيات الفلسطينية، ولعبة «الخيار الصفري» المعمول بها بين فتح وحماس ... موسكو تدرك أن دورها فيما يسمى «عملية سلام الشرق الأوسط»، لن يأتي أبداً من «النافذة» الأمريكية، بل عبر آلية دولية جديدة، من نوع المؤتمر الدولي الذي دعت له السلطة، ووساطة متعددة الأطراف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تلكم هي البوابة الممكنة لدور روسي في هذا الملف، وأحد مفاتيح هذه البوابة الأكثر أهمية، إنما يكمن في المصالحة واستعادة الوحدة.
ستستجيب كافة الفصائل لدعوة موسكو، فهي لاعب إقليمي – دولي مهم، والفلسطينيون امتهنوا «سياحة المؤتمرات»، ولديهم شغف عظيم بذلك ... لن يتخلف أحدٌ عن تلبية الدعوة في موعدها المقرر بعد عدة أيام... وسيتنافسون في إبداء حسن النية، وسيتبارون في كيل المديح والثناء للوسيط الروسي ومساعي موسكو الحميدة، وسيحرص كل عضو في الوفد على إيصال رسالة للقيصر بوتين، فأغلب الظن، أنه يعتقد أنه جاء بدعوة شخصية خاصة من سيد الكرملين ... لكن حصيلة اللقاءات والاجتماعات، في ظني، وليس سوى بعض الظن إثم، لن تزيد عن «الصفر المكعب».
المصالحة المتعذرة تبدو معلقة على «شرط مستحيل» ... تعذر المصالحة ناجم عن تزايد نفوذ قوى المصالح التي نمت على جذع الانقسام، فضلاً عن اصطراع المحاور الإقليمية في فلسطين وعليها ... أما الشرط المستحيل، فهو توفر القناعة لدى عواصم القرار الإقليمي - الدولي بالحاجة أولاً: لإتمام المصالحة، وثانياً: الاتفاق على شروط إتمامها، وهو أمر أقرب ما يكون إلى الاستحالة في ظل مناخات الاستقطاب والعسكرة و»حروب الوكالة» التي تسود المنطقة برمتها.
لو كنت مكان الوسيط الروسي، لطلبت اجتماعاً عاماً لكل المشاركين، ولخاطبتهم بجملة قصيرة أو اثنتين: لا تنتظروا مساعدتنا إن لم تساعدوا أنفسكم ... وهي ذاتها الجملة التي تتكرر على ألسنة كبار المسؤولين في الدول والمجتمعات المعنية بالقضية الفلسطينية والداعمة لحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
يبدو أن الفلسطينيين بحاجة لـ»مسار أستانا – 2»، يلعب فيه الراعون والضامنون دوراً محورياً ضاغطاً على الأطراف ... يبدو أن الفلسطينيين لن يصطلحوا ويصلح حالهم، إلا إن تجردوا من قدرتهم على التقرير بشأن راهنهم ومستقبلهم، تماماً مثلما حصل في أستانا، عندما غابت الأطراف السورية وحل رعاتها والضامنون لها محلها، وتباحثوا وقرروا باسمها ونيابة عنها ...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوارات موسكو والحاجة لـ «أستانـا 2» فـلسطينـي حوارات موسكو والحاجة لـ «أستانـا 2» فـلسطينـي



GMT 15:02 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 16:11 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

من يفوز بالرئاسة الاميركية هذه المرة

GMT 17:21 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

ايران وحادث الطائرة الاوكرانية

GMT 14:46 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

من دونالد ترامب الى اسرائيل

GMT 17:46 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:25 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

مذيعة "سي إن إن برازيل" تتعرض لسطو مسلح على الهواء
المغرب اليوم - مذيعة

GMT 12:22 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "مصر للطيران" تستعد لاستقبال 33 طائرة جديدة

GMT 08:59 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

"شيوكو" أصغر الجزر الرئيسية الأربع في اليابان

GMT 00:19 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

نفيديا تُعلن عن أول شاشة 360Hz

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 02:01 2019 الأحد ,03 آذار/ مارس

ديكورات غرف نوم أبناء النجمات

GMT 15:14 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

أنباء عن زيارة الملك محمد السادس لمراكش الثلاثاء

GMT 18:54 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

تعرّف على المُخدر الذي استخدمه راقي بركان للايقاع بضحاياه

GMT 14:29 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أجمل ديكورات الجبس للمجالس داخل منزلك

GMT 04:16 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أم تستفيق بين أحضان طفلها بعد 23 يومًا من الغيبوبة

GMT 09:08 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

5000 بحيرة في النمسا تتقاسم الجمال الطبيعي والسُياح
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya