كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ

كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ

المغرب اليوم -

كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ

توفيق بن رمضان


  سبحان الله هذا ما حصل معي، و الذي نفسي بيده إنّها الحقيقة. و هذا ما قاله الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم الذي لا ريب فيه.

 قال الله تعالى في سورة البقرة الآية (259)  : أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير. صدق الله العظيملقد دخلت مجلس النواب التونسي في انتخابات أكتوبر 2009 و كنت نائبا من المعارضة و كان ضميري مرتاح فالأعمال بالنيات، فقد فضّلت المشاركة بدلا من الجلوس فوق الربوة،  و قد كان هدفي المساهمة و لو بالقليل في نشر ثقافة الاختلاف و القبول بالآخر و التّصدّي و محاربة عقليّة و ممارسات الإقصاء و الإلغاء في الإطار الذي كان موجودا و بالقدر المستطاع فقد كان هذا شعاري و هدفي من المشاركة السياسية فلا يكلّف الله نفسا إلا وسعها، فمن كان يتصوّر أنّ نظام الطاغية بن علي سينهار و يذهب غير مأسوفا عنه بتلك السرعة و السّهولة، إنّها معجزة ربّانية لا غير و عشتها بنفسي. 

و قد عشت المعجزة و لكم الحكاية، فقد كنت أحدّث نفسي بالعديد من الأشياء تحت قبة البرلمان و قد نظرت يوما للنساء اللواتي تحت القبة و قلت يا ربّي هذا البرلمان الذي سقطت أرواح الشهداء في مظاهرات أفريل 1939 من أجل المطالبة به لا أري فيه نسوة متديّنات و ملتزمات يا ربي هل سيأتي اليوم الذي أرى فيه متحجّبات تحت قبّة هذا البرلمان و هل سأعيش لأرى ذلك بعيني و هل سأشهد ذلك اليوم، و كنت أتصّور أنّ هذا الأمر سيأخذ نصف قرن، و أقول كالعادة في نفسي لا لعلّ هذا سيكون بعد 30 سنة، ربما 20 سنة، و إذا به يتحقّق بعد أقل من سنة و لم يمتني اللّهُ مِئَةَ عَامٍ كصاحب القرية بل عايشت الأحداث و شاهدتها بأم عيني، إنها المعجزة و لا يمكن أن تكون إلا معجزة ربانية و أقول كما قال من سبقني " أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير" هذا ما حصل معي و شاهدته على المباشر كما يقال و سبحان الله إنّ أمره بين الكاف و النون .

و هذه عدة آيات تؤكد هذابَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ - البقرة : 117]
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ - آل عمران : 59
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ - الأنعام : 73
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ- -النحل : 40
مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ - مريم : 35
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ - يس : 82
هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ - غافر : 68

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ



GMT 14:23 2020 الأحد ,05 تموز / يوليو

بعض شعر العرب - ٢

GMT 08:03 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

وعادت الحياة «الجديدة»

GMT 07:58 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي

GMT 07:54 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

لى هامش رحلة د. أبوالغار

GMT 07:51 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

«28 مليون قطعة سلاح»

GMT 07:48 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

الفيس.. والكتاب!

GMT 10:48 2020 السبت ,27 حزيران / يونيو

الأطباء ورئيس الوزراء

GMT 10:46 2020 السبت ,27 حزيران / يونيو

وداعًا للشيشة!

تمنحكِ إطلالة عصرية وشبابية في صيف هذا العام

طرق تنسيق "الشابوه الكاجوال" على طريقة رانيا يوسف

القاهرة - نعم ليبيا

GMT 18:14 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

محاضرة بتعاوني جنوب حائل السبت

GMT 23:59 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

مواهب صغيرة تُشارك في الموسم الثاني لـ "the Voice Kids"

GMT 18:15 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيونسيه تسحر الحضور بـ"ذيل الحصان" وفستان رائع

GMT 22:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

جمارك "باب مليلية" تحبط عشر عمليات لتهريب السلع

GMT 02:20 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

أصغر لاجئة في "الزعتري" تجذب أنظار العالم لقسوة معيشته

GMT 01:31 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مريهان حسين تنتظر عرض "السبع بنات" و"الأب الروحي"

GMT 02:54 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر سعيدة بالتمثيل أمام الزعيم عادل إمام

GMT 18:21 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة فوز الوداد.. الرياضة ليست منتجة للفرح فقط
 
yeslibya

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

albahraintoday albahraintoday albahraintoday albahraintoday
yeslibya yeslibya yeslibya
yeslibya
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya