غزة - صفا
وقع مزارعو بيت لاهيا شمال قطاع غزة أيضا تحت رحمة آثار المنخفض الذي ضرب المنطقة، ودمرت سيول الأمطار 5 دونمات كان يزرعها أشرف فلفل بالتوت الأرضي، تكلفة الدونم الواحد 10 آلاف شيكل. وعلى بعد 700 متر فقط من الشريط الحدودي شمال قطاع غزة، بدت الأراضي الزراعية وكأنها أرض معركة للتو خرجت منها الجيوش، انهيارات أرضية وسيول غمرت المحاصيل ودمرت المنتوج بالكامل، وبرك مياه هنا وهناك. دمار وخسائر فلفل يبكي 5 دونمات كان يزرعها، كلفتها 50 ألف شيكل، دمرت جميعا، وبقيت الذكريات. قال لـ"صفا": "كانت الفراولة على وشك النضوج ومن ثم جمعها لبيعها في الأسواق ولتصدريها لأوروبا، لكن المنخفض دمر بساتينها، منها ما دمر بنسبة 100% ومنها ما دمر بنسبة 80% وهذا شيء لم يسبق وأن حدث إلا بفعل تجريف الاحتلال". وبفعل ذلك، غرق فلفل في الديون للتجار وأصبح غير قادر على سداده أو إنتاج محاصيل جديدة بسبب خسارته الكبيرة في أرضه الزراعية، كما قال. وطالب بضرورة توجه وزارة الزراعة والمؤسسات المعنية لتعويض المزارعين عن أراضيهم المدمرة حتى يتم حرث الأراضي وزراعتها من جديد. على مقربة من أرض فلفل، كان يجلس المواطن عنان سلمان على مشارف أرضه التي كان زرعها بالبطاطا والجزر، لكنه لن يتمكن من حصد ذلك بسبب المنخفض الذي دمرها. ويمتلك المزارع سلمان 7 دونمات زراعية يقوم بزراعتها وحصدها في كل موسم، أما الآن فهو بلا محصول وبلا رأس مال لشراء سماد جديد للتربة، مستغيثا بكل من يتمكن بالوقوف إلى جانبه في هذا المصاب الجلل. مطالب بالتعويض وقال لـ "صفا" إنّ تكلفة زراعة محاصيله في الدونمات السبعة تبلغ 20 ألف شيكل خسرها كلها، مشيرا إلى أنه يحتاج لحراثة الأرض كلها من جديد حتى لا تتعفن البطاطا والجزر الذي غمرته المياه والسيول، ولفت إلى أنه في حال لم يتم حرثها خلال يومين سوف تتعفن التربة ولن تصلح للزراعة. وأكد أنّ أرضه الزراعية كانت دائما تجرف من قبل الاحتلال في كل توغل إسرائيلي لأرضه القريبة من الحدود, مضيفا أن "هذه المرة لم تسلم أرضه الزراعية حتى من المناخ وأنه لم يتم تعويضهم لا من تجريف الاحتلال ولا من المنخفض الجوي قبل أيام". ويعاني المزارع سلمان كما باقي المزارعين من الارتفاع في أسعار الأسمدة والأدوات والآلات الخاصة بالزراعة وذلك بعد إغلاق الأنفاق التي كانت تدخل لهم الآلات بأسعار اقل بكثير مما هي عليه الآن. وهنا يتحدث سلمان بحرقة ويقول: "نحن نزرع لبيع الخضار للناس، لكن عند خسارتنا لا ينظر لنا أحد ولا يقدم لنا شيء".